Site icon IMLebanon

80% زيادة في الإصابات: سيتزاحم الناس لإيجاد سرير في المستشفى!

كتبت ليلي جرجس في “النهار”:

 

الانتشار السريع للفيروس يُعرّي قدراتنا أكثر فأكثر، وما شاهدناه في مستشفيات إيطاليا وفرنسا وغيرها قد يتكرر في مستشفيات لبنان في حال استمر المسار التصاعدي المخيف لعدد الإصابات. بالأمس، أعلن وزير الصحة أننا دخلنا مرحلة خطيرة من الوباء، واليوم دقت مستشارة رئيس الحكومة حسان دياب للشؤون الصحية بترا خوري ناقوس الخطر، محذّرة بأننا سنرى مشاهد مروّعة في مستشفياتنا مثل باقي الدول”، ماذا يعني ذلك؟ نحن في مرحلة خطيرة جداً، الأطباء والمسؤولون متيقنون لهذه الحقيقة المرّة، لكن يبدو أن كل واحد يُغنّي على ليلاه، في بلد الأزمات اللامتناهية؛ فهل سيعيش لبنان مأساة إيطاليا مع كورونا؟

من تغريدة إلى حديث خاص معها، هي التي قالت الأمور كما هي، فجرّت اليوم صدمة أخرى كنا نتخوّف من سماعها. كتبت خوري عبر تويتر تقول: “إلى أين نتجه؟ الكورونا يضرب مجتمعنا بقوة خصوصاً من هم من فئة الشباب (10-19 عاماً). سنبدأ نرى مشاهد مروعة في مستشفياتنا مثل باقي الدول، وستمتلئ أسرّة العناية المركزة بمنتصف آب. نحن في مرحلة خطيرة جداً”.

ماذا يعني ذلك؟ نسأل خوري ليأتي الجواب: “نسبة الإصابات والتزايد الحاصل يعتبر مؤشراً خطيراً ومقلقاً، حيث سجلنا ازدياداً بنسبة 80% منذ فتح البلد ولغاية اليوم، ما يعني أن كل الإجراءات التي طُلبت من القطاعات لم تُنفذ أو تُطبق، كما أن الناس لم تلتزم بالإجراءات الوقاية التي شددنا عليها عند فتح البلد، بالإضافة إلى فتح المطار وعدم التزام بعض الوافدين بالحجر. كل هذه الأسباب أدت إلى انتشار الفيروس في المجتمع”.

وتضيفت: “هذا المرض لا يُميز أحداً، وهو يفتك بالجميع، وأقول للناس إذا كنتم لا تريدون مزاحمة أحبائكم على سرير في المستشفى عليكم أن تلتزموا بالتدابير الرئيسية من ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات والسهرات والزحمة، لأننا سنصل إلى مرحلة حيث سنتزاحم لإيجاد سرير في المستشفى، ما جرى اليوم هو نتيجة عدم التعامل بجدية مع الفيروس، الناس لم تعد تتعاطى مع كورونا كما في السابق. وبعد أن لمست نتائج جيدة في المرحلة الأولى، استهترت في سلوكياتها، ولم تعرف أن نجاح المرحلة الأولى كانت نتيجة تضافر الجهود والوعي من قبل الجميع دولة وشعباً”.

هل يمكن تغيير الواقع الذي وصلنا إليه أم فات الآوان؟

تشدد خوري على “أننا اليوم ندق ناقوس الخطر لنُذكّر الناس بأهمية الإلتزام بالوقاية، الموضوع لا يتطلب سوى ارتداء كمامة التي تحمينا من الأنبوب في المستشفى. تفادوا السهرات والاحتفالات والأعراس والمآتم والتجمعات الكثيفة، الكمامة تحميك وتحمي من تحب، والمواظبة على غسل اليدين”.

وتوضح أن “30% من المصابين اليوم هم مجهولو المصدر، ولا نعرف مصدر العدوى، وهذا يدل على أن هناك تفشياً وبائياً في المجتمع. وستجتمع اللجنة الوزارية في السرايا، الإثنين، للبحث في توصيات لجنة الكورونا التي رفعوها بالأمس، وعليه سنراجع التوصيات والأرقام لاتخاذ القرار”.

ما عبّرت عنه خوري كان نقيب المستشفيات الخاصة قد حذر منه مراراً. المسألة ليست في عدد الأسرّة بل في قدرة المستشفيات على استيعاب الحالات في ظل النقص الحاد في مستلزماتها الطبية، كما أن أزمة الفيول أرخت بظلالها مؤخراً على القطاع الصحي. صرخة هارون في الآونة الأخيرة لم تلقَ آذاناً صاغية، القدرات المالية معدومة، لا دولة قادرة على مد يد العون، ولا قدرة للمستشفيات على الصمود أكثر بعد أشهر من الإنذارات. والحلّ؟ كان في توقُّف المستشفيات عن استقبال الحالات الباردة والإبقاء على الحالات الطارئة التي تتهدد حياة المريض. وبين الحالات الصحية وكورونا، يبدو أننا سنعيش فترة عصيبة وقاسية نتمنى ألا تكون فصولها موجعة ومتشحة بالسواد!