قبل أربعة أسابيع من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مخصصة للتجديد لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، “يونيفيل”، كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من مصادر ديبلوماسية في بيروت، أن واشنطن تضغط من أجل إجراء تغيير في مهام هذه القوات، لكي تصبح أكثر مرونة وقدرة على الحركة، في ضوء الانتقادات التي وجهتها واشنطن لها، على تقصيرها في فرض هيبتها في الجنوب اللبناني، مع انتشار تحركات “حزب الله” في منطقة جنوب الليطاني. وتستعد الدول الأعضاء في مجلس الامن إلى إيفاد سفرائها الممثلين في بيروت، للقيام بجولة على الخط الازرق ومنطقة عمليات اليونيفيل ووضع تقرير عن الزيارة تمهيداً لرفعه اليها من اجل اتخاذ الموقف المناسب من المسألة، بعد زيارة لافتة قامت بها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لمنطقة عمل القوات الدولية .
وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره الأخير بتفعيل عمل “يونيفيل”، ليتناسب مع بيئتها التشغيلية والتحديات الحالية والمستقبلية التي تتطلب إنشاء قوة أكثر مرونة وقدرة على الحركة على وجه الخصوص”. ويتوقّع أن تنطلق ابتداءً من منتصف آب المقبل المشاورات بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين من أجل تهيئة الأجواء لجلسة، لاسيما في ظل الموقف الأميركي بضرورة تغيير مهام القبّعات الزرق لتشمل الوصول إلى الأماكن التي يتواجد فيها السلاح فضلاً عن الأملاك الخاصة.
في سياق آخر، كثرت الفرضيات المتعلقة بأسباب اعتراض مقاتلتين أميركيتين لطائرة الركاب الإيرانية في الأجواء السورية، ولا زال هذا الموضوع محور تقصي ومتابعة من جانب السلطات الإيرانية و”حزب الله”، بما يشكله من رسالة واضحة الأبعاد من جانب الأميركيين، كما قالت المعلومات المتوافرة لـ “السياسة”، في معرض تفسيرها للخطوة الأميركية التي يراد منها فرض المزيد من الضغوطات على إيران والحزب معاً، أو ما يمكن النظر إليه على أنه تمهيد لمرحلة جديدة من التعامل الأميركي الإسرائيلي ضد إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، وتحديداً “حزب الله” .
وأشارت المعلومات، إلى أن اعتراض الطائرات الحربية الأميركية للطائرة المدنية الإيرانية، يؤشر إلى بداية حصار جوي، على غرار الحصار البري والبحري الذي تفرضه الولايات المتحدة وإسرائيل على “حزب الله”، دون استبعاد اتساع نطاق هذا الحصار في أكثر من اتجاه، مع إمكانية تكرار هذا الاعتراض وبأساليب مختلفة، باعتبار أن واشنطن لن تسمح لإيران باستمرار دعم جماعاتها في لبنان والمنطقة .
وفيما لا يزال الغموض يكتنف ملابسات هذه الحادثة، وبانتظار مزيد من التوضيحات، اعتبر النائب السابق فارس سعيد، أن “ما يجب إبرازه أيضاً أن لبنان في طائرة مخطوفة تقودها إيران في “رحلة” لا نعرف كيف تنتهي وأضرار ركابها طالت المستشفى والمدرسة والوطن.