تأثرت أحوال معظم اللبنانيين بفعل الانهيار الاقتصادي الذي لم تستثن تداعياته أي طبقة اجتماعية.
فمع انفجار الأزمة الاقتصادية المالية خلال الأشهر الماضية، انهار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الذي بات فجأة عملة نادرة، وخسر عشرات الآلاف وظائفهم أو قسما من رواتبهم، فمن كان راتبه يساوي ألف دولار قبل أشهر أصبح اليوم يساوي مئتي دولار او أقل، وبات نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، في ظل توقعات عن وصول عدد العاطلين عن العمل الى 65 في المئة.
ويحذر خبراء اقتصاد لبنانيون ودوليون من أن لبنان يسير نحو الهاوية بسبب تصلب الطبقة السياسية وتصديها لأي إصلاحات اقتصادية تحد من مكتسباتها، في وقت بات تفشي وباء كورونا خطراً حقيقيا يتهدد صحة اللبنانيين العالقين في دوامة لامتناهية من الأزمات.
ووفق دراسة أعدها ناصر ياسين، مدير الأبحاث في «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة» في الجامعة الأميركيّة في بيروت، مجموعة أرقام صادمة لما تعرّضت له رواتب اللبنانيين وأجورهم نتيجة الانهيار المالي في البلاد.
وبحسب قيمة «الراتب السنوي النموذجي» في لبنان بين سعر الصرف الرسمي والموازي، ومقارنته مع ست دول في المنطقة يتبين ان هناك انخفاضا هائلا في قيمة الراتب من 1333 دولارا شهريا الى 279 دولارا شهريا، اذا احتسبنا سعر الصرف الموازي 7000 ليرة للدولار كما تم تداوله مؤخرا.
وتراجعت قيمة «الراتب النموذجي» في لبنان متأخراً عن معظم دول المنطقة، باستثناء إيران وسوريا، بعد ما كان لبنان يتقدم عليها جميعاً في هذا الترتيب. ووفق أرقام الباحث نفسه، فإن أكثر من 60 في المئة من اللبنانيين يعتاشون بأقل من 1.3 دولار في اليوم الواحد، وأن أكثر من 64 في المئة من اللبنانيين سيصبحون تحت خطّ الفقر المدقع.
مع العلم أنّ الأمم المتحدة تعرّف الفقراء المدقعين بالأشخاص الذين يعتاشون على أقل من 1.9 دولار في اليوم الواحد.