دقائق من الرعب عاشها اللبنانيون الاثنين نتيجة العمل العسكري “المشبوه” الذي حصل في منطقة جبل الروس ضمن مزارع شبعا على الحدود مع إسرائيل.
ففي وقت كان جمهور المقاومة يُهلل للعملية “السريعة” التي نفّذها حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي إستهدفت دبابة اسرائيلية بصاروخ كورنيت المضاد للدبابات وسيارة إسرائيلية بنيران رشاشة، وذلك ردّاً على حادثة مقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق الاسبوع الماضي، جاء بيان الحزب بعد ساعات ليدحض “الرواية الاسرائيلية” جملةً وتفصيلاً، واضعاً إياها في خانة المسرحية الإعلامية، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بقي متمسكاً بالرواية العسكرية الرسمية عن حصول العملية.
غير أن مصادر جنوبية معنية بالوضع الامني الحدودي اكدت لـ”المركزية” “ان عملية عسكرية حصلت، بغض النظر عمن يقف خلفها، وهي تمت في “المكان المناسب”، اي في منطقة “متنازع عليها” بين لبنان وإسرائيل وغير مشمولة بالخط الازرق، وهو يُدرج العملية في خانة “العمل المقاوم” الذي لا يخالف القوانين الدولية لجهة حق الدفاع عن الارض ومقاومة الاحتلال”.
واوضحت المصادر “ان عملية الامس لا يمكن فصلها عن سلسلة عمليات “الردّ والردّ المضاد” التي إنطلقت مع بدء إسرائيل حرب الغارات الجوية ضد قواعد تابعة لإيران وحزب الله في سوريا، ولجوء الحزب الى سيناريو الردّ من “المكان المناسب” ومن لبنان كما اعلن الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالاته المتكررة، مؤكداً ان استهداف قواتنا في سوريا عبر الغارات الجوية او المسيّرات لن يمر من دون رد”.
وفي الاطار، ذكّرت المصادر “بان في آب العام الماضي، تعرّض حزب الله لهجوم قُتل فيه إثنان من عناصره بضربة من طائرة من دون طيار إسرائيلية بالقرب من الجولان. واتّهم الحزب إسرائيل في تلك الفترة بشنّ هجوم بواسطة طائرة من دون طيار في ضاحية بيروت الجنوبية وتعهد بالرد. ولم يتأخّر الحزب بالردّ، فإستهدف في 1 أيلول عربة عسكرية إسرائيلية بصواريخ من طراز كورنيت بالقرب من أفيفيم وييرون، على طول الحدود إستمرت لدقائق (اقل من ساعة) تماماً كما حصل امس وتم وضعها في اطار “الردّ المضبوط” وضمن قواعد الاشتباك التقليدية التي ارساها القرار 1701 منذ انتهاء حرب تموز”.
ولفتت المصادر الى “ان ورغم اجواء البارود والنار التي تُخيّم على الجنوب الا ان اللعبة مضبوطة وضمن قواعد الاشتباك المرسومة دولياً ومن قبل المعنيين. فكل إستهداف اسرائيلي لـ”حزب الله” في سوريا سيردّ عليه من لبنان وفي “المكان المناسب” اي في المناطق المتنازع عليها وغير مُرسّمة وذلك من اجل عدم توريط لبنان الرسمي في المواجهة”، مع التذكير بمسلسل الصواريخ المجهولة المصدر التي لطالما استهدفت اسرائيل من لبنان وبقيت حتى اليوم من دون ان تتبناها اي جهة. واشارت في السياق الى قيام مقاتلي حزب الله في نيسان الفائت، بإختراق ثلاث نقاط مختلفة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وقصّ الشريط الشائك للحدود، في ردٍ على إستهداف إسرائيل آلية للحزب على الحدود مع سوريا، لم تسفر عن وقوع إصابات”.
واوضحت المصادر “ان الوضع في الجنوب سيبقى على هذا المنوال ما دام-حتى الان- لا قرار رسمياً بالحرب، ومعظم الاطراف المعنية تُبدي حرصها على عدم الانجرار الى المواجهة”، الا انها اعتبرت في الوقت نفسه “ان اي سوء تقدير، قد يُعيد عقارب الساعة الى تموز العام 2006، خصوصاً ان الكباش بين الولايات المتحدة الاميركية وايران يشتد وقد تتحوّل جبهة الجنوب الى صندوق بريد للبعث برسائل نارية”.