بين “مسرحية الاسرائيلي” حول أحداث بعد ظهر الاثنين في محيط مزارع شبعا، وتحديداً في جبل الروس، ونفي حزب الله للرواية جملةً وتفصيلاً، مؤكداً ان لا عملية تسلل من جانبه ولا إشتباكات او استهداف لدبابة اسرائيلية بصاروخ كورنيت، وما بينهما من إدانة رسمية للعملية ووضعها في خانة خرق القرار 1701 مع الاعلان عن تقديم شكوى ضد العدو الاسرائيلي لدى الامم المتحدة، ضاع المواطن اللبناني بين التأكيد والنفي والادانة من دون ان يحصل على توضيح رسمي من الجهات المعنية يروي فيه حقيقة ما جرى في الجنوب.
الثابت الوحيد في كل ما جرى ان جبهة الجنوب نار تحت الرماد لا يعلم توقيت اشتعالها سوى الطرفين المعنيين، حزب الله واسرائيل ومن وراءهما، وذلك ضمن معادلة الاشتباك الجديدة التي رسماها منذ دخول سلاح الغارات الجوية والطائرات المسيّرة في الحرب القائمة، وهي الردّ والردّ المضاد.
فكل غارة اسرائيلية تستهدف قواعد عسكرية تابعة لحزب الله والحرس الثوري في سوريا او طلعات جوية تُنفّذها طائرات الدرون او المسيّرات يُقابلها ردّ من جانب حزب الله من لبنان من دون ان يؤدي ذلك الى تغييرات جذرية في قواعد الاشتباك التي رسمها القرار 1701 .
وفي السياق، اكدت مصادر مقرّبة من “حزب الله” لـ”المركزية” “ان ما حصل في جنوب لبنان بعد ظهر الاثنين هو من صنع الاسرائيلي، والبيان الذي صدر عن وحدة الاعلام في الحزب “كفّى ووفىّ” في هذا المجال.
ولفتت الى “ان رواية الاسرائيلي “سخيفة” وتنم عن رعب وإرباك وتخبّط لم يحصل له مثيل حتى الان بإنتظار ردّ حزب الله، وهو يستمر بسياسة الكذب المطبوعة في قاموس عمله منذ احتلال لبنان”.
وقالت “اكثر ما يُضحك في الرواية الاسرائيلية الايحاء بأن عناصر حزب الله تسللوا الى داخل مزارع شبعا للردّ على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت رفيقهم في محيط مطار دمشق الاسبوع الماضي. ايُعقل ان يردّ حزب الله بهذه السرعة؟ هذه ليست عاداته. فهو يقيس خطوة الردّ “بميزان الجوهرجي” كي تأتي بثمارها. ويعتمد سياسة إبقاء العدو قلقاً وحذراً وعلى “إجر ونص” كي يُنفّذ اهدافه بدقّة حرفية”.
واذ اكدت “ان الردّ محسوم وآتٍ لا محالة تماماً كما جاء في بيان حزب الله ونقطة على السطر”، كشفت عن “رسائل عدة بعثها الاسرائيلي الى حزب الله عبر وسطاء دوليين مضمونها ان ما حصل في محيط مطار دمشق الاسبوع الماضي كان خطأ، الا ان قيادة الحزب رفضت هذا التبرير مؤكدةً ان الردّ عليه محسوم”.
ومع ان هذا التطور الخطير على الجبهة الجنوبية من جانب اسرائيل يدفع بالمحللين الى توقّع اطلالة قريبة لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للتعليق على ما حصل ولو ان حزب الله كان خارج دائرة التصعيد، الا ان المصادر المقرّبة من الحزب استبعدت اي اطلالة لنصرالله، باعتبار ان بيان الوحدة الاعلامية في الحزب وضع النقاط على حروف ما جرى، وبالتالي لم يعد ضرورياً ترتيب اطلالة لنصرالله لتكرار مضمون البيان، لاسيما وان احداث ظهر الاثنين كانت من صنيعة الاسرائيلي ولا دخل لـ”حزب الله” بها” (علماً ان الموعد الثابت للإطلالة المرتقبة سيكون في 14 اب في ذكرى احتفال النصر في حرب تموز).