IMLebanon

الراعي: الحياد يعني عدم دخول لبنان في حروب وصراعات

أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان الحياد يعني عدم دخول لبنان في حروب وصراعات وأحلاف اقليمية ودولية لأن ذلك ليس من طبيعته ولا من طبيعة اهله ولا من تكوينه، وهكذا نشأ منذ الاساس من تكوينه بلد حياد من 1920 مرورا بـ1943 حتى 1980، وكان يتمتع بالبحبوحة ومنفتحا على العالم كله”.

وأضاف: “اذا الحياد يعني عدم دخول لبنان في حروب وصراعات والحفاظ على دوره كرسالة وأن يكون دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وقادرة على تنظيم نفسها من الداخل وعلى أن تحفاظ على الاستقرار وتتمكن من الدفاع عن نفسها ضد اسرائيل وضد أي اعتداء بحري أو بري أو جوي، فهذا ما أسميناه بالحياد”.

وتابع: “نؤكد أن لدينا رسالة لبنانية هي عدالة الشعوب والاستقرار”.

وأكد الراعي “دور لبنان الرسالة الذي لا يمكن ان يتحقق من دون الحياد”، مجددا التشديد على “ضرورة ان نصبح دولة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها”.

وكان الراعي قد استقبل المحامي روي عيسى الخوري على رأس وفد شعبي من قضاء بشري.

وألقى عيسى الخوري كلمة تمنى فيها على “البطريرك الراعي نقل معاناة المزارعين إلى المسؤولين اللبنانيين، خصوصا أن معظمهم ليس لديهم مورد رزق آخر”، وقال: “تشرفت اليوم، برفقة أهلي الكرام في منطقة بشري، بزيارة غبطتكم لنؤكد دعمنا وتأييدنا لدوركم الوطني والكنسي، خصوصا أننا على بعد أسابيع قليلة من الاحتفال مع جميع اللبنانيين بمئوية إعلان دولة لبنان الكبير”.

وأضاف: “مواقف غبطتكم نابعة من الرسالة التاريخية لهذا الصرح الديني والوطني، القائمة على الحرية والحوار والصمود أمام رياح الظلم والاحتلال والقهر والارتهان. غبطة البطريرك، إن لبنان الكبير نشأ بفضل الموارنة، وليس من أجلهم لأنهم هم الذين حافظوا على العروبة، ولغتها في أديرتهم من أجل أن يكون لبنان وطن الرسالة، كما أراده قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. وبالتالي، أغتنمها مناسبة لأؤكد أن تغيير الطابع الروحي والمسيحي لكنيسة آيا صوفيا هو امر مدان، ونطالب شريكنا المسلم في الوطن مشاركتنا الادانة، خصوصا أننا أكدنا رفضنا لتهويد القدس مدينة السلام، إضافة إلى رفضنا المستمر للتعدي الصهيوني على المسجد الأقصى، انطلاقا من ايماننا بحوار الاديان”.

وتابع: “غبطة البطريرك، لقد أكدتم في مواقفكم تمسككم بمقدمة الدستور التي اكدت احترام الحريات العامة ونهائية الكيان اللبناني بكامل أرضه وشعبه وانتمائه إلى العالم العربي وانفتاحه على كل دول العالم، انطلاقا من التزامه شرعة حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية، إضافة إلى تمسكه بقواعد الميثاق التي بنيت عليها استقلال لبنان والحياة الوطنية المشتركة. كما نؤكد تمسكنا بالدولة اللبنانية القوية والعادلة والقادرة على بسط سلطتها على كامل تراب الوطن وحقها السيادي والقانوني في الدفاع عن ارضه ومياهه سندا إلى أحكام المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة. ونؤكد أيضا اليوم تمسكنا بحدودنا المعترف بها دوليا، والتي نرفض التفاوض بشأنها كونها تمثل سيادة لبنان وحقه في مقاومة غطرسة وعدوانية العدو الصهيوني الذي لا يزال حتى الامس ينتهك سيادتنا وثرواتنا الوطنية”.

وأردف: “من هذا المنطلق، فإن دعوة غبطتكم صادقة نابعة من أسس ميثاقنا الوطني لا بل تؤكد الموقف اللبناني الواحد لجهة حق لبنان في ردع أطماع العدو الاسرائيلي وحماية لبنان من التأثيرات السلبية للازمات الاقليمية والدولية والارهاب التكفيري والنزوح السوري. وأود التمني على غبطتكم، وأنتم المؤتمنون على كيان لبنان، الاستناد الى البيان التأسيسي لمجموعة الدعم الدولية وتأكيد تحييد لبنان لان ذلك يشكل منطلقا للحوار والاستقرار في لبنان وضرورة اساسية لوفاقنا الوطني”.

وختم: “أنتهز الفرص من أمامكم للتمني على فخامة رئيس البلاد الذي اقسم يمين المحافظة على دستور الامة اللبنانية وقوانينها وسلامة اراضيها، توجيه دعوة لعقد طاولة حوار وطني تكون جامعة وشاملة ويكون عنوانها وضع استراتيجية وطنية واحدة لحماية لبنان من الاخطار كافة”.

على صعيد آخر، استقبل الراعي وفدا من منسقي “تيار المردة” في قرى وبلدات قضاء بشري.

كما استقبل السفير التونسي محمد كريم بودالي، الذي قال بعد اللقاء: “إن الزيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامي الديبلوماسية في لبنان”.

وأضاف: “لقد تشرفت بلقاء صاحب الغبطة. وجددنا تأكيد عمق العلاقة بين تونس ولبنان، واستمعت إلى آرائه حول الأوضاع في لبنان ورؤيته لمستقبل هذا الوطن. كما تطرقنا إلى أوضاع البلدان العربية”.