تتوالى أخطاء رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، وهناته الدبلوماسية حتى بات أقرب حلفائه عاجزين عن التغطية عنه، لكن الإشكال يبقى في البديل، فقد سبق وجرت محاولات مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للعودة وتحمل مسؤولية تكليف حكومة جديدة، بيد أنه وضع جملة من الشروط قوبلت برفض من قبل حزب الله المتحكم الفعلي في المشهد اللبناني.
وتقول أوساط سياسية لبنانية إن هناك إدراكا متزايدا بضرورة تغيير هذه الحكومة التي لم تحقق أيا من الأهداف التي وضعتها لنفسها، وفي مقدمتها إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها ومحاربة الفساد، بل وتحولت هذه الحكومة إلى عنصر تأزيم إضافي للوضع المهترئ بطبعه في لبنان.
وأشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة التي انتقد فيها زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيام إلى بيروت، والتي قال عنها دياب إنها لم تحمل أي جديد وأن المسؤول الفرنسي “لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية”، معتبراً أن “ربطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي يؤكد أن القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن”.
وقوبلت تصريحات دياب بموجة انتقادات شديدة من قوى سياسية لبنانية اعتبرت أن الأخير، ومن خلال تصريحاته غير المسؤولة، يقطع بذلك الجسور مع آخر الأصدقاء المتبقين للبنان.
وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الأربعاء “إنني لا أفهم إلى أين يأخذنا رئيس الحكومة حسان دياب بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا، فكيف يصرح رئيس حكومة تجاه دولة صديقة يعتبرونها في لبنان الأم الحنونة؟ نأسف لهذه التصريحات”، مشيرا إلى أن “وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حمل معه رسالة للبنان ساعدوا أنفسكم لنساعدكم. ولكن، طلع مع رئيس الحكومة انو مش عارفين شي، وفي واقع الأمر هم بالحكومة مش عارفين”.
من جهته اعتبر الزعيم الدرزي في مقابلة مع صحيفة “لوريون لوجور” المحلية والتي تصدر بالفرنسية، نشرت الأربعاء، أن لبنان بات في حاجة أكيدة لرئيس وزراء جديد.
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إن استبدال حسان دياب “يجب أن يُدرس يشكل جدي لأنه مصاب بفقدان الذاكرة”، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء المنتقدة لوزير الخارجية الفرنسي.
وشدد جنبلاط على أنه “حان الوقت لأن يدرك رعاة الحكومة فداحة الوضع الذي أدخلنا فيه (دياب) الذي يرعونه”.
وحزب جنبلاط كما تيار المستقبل غير ممثل في حكومة دياب التي تشكلت في يناير بدعم من حزب الله وحلفائه.
ويعتقد كثيرون أن حسان دياب تحول إلى عبء ثقيل ليس فقط على لبنان، بل وعلى القوى السياسية الداعمة له، والتي من الواضح أنها تبحث عن مخارج لهذه المعظلة. وأقر رئيس التيار الوطني الحر وحليف حزب الله في وقت سابق بأن “هناك مشكلة، والبديل نظرياً عن حكومة دياب هي حكومة أخصائيين أخرى مدعومة من الجميع أو من أفرقاء، وكذلك حكومة تكنو-سياسية مدعومة من الجميع أو من أفرقاء، وإلا حكومة وحدة وطنية”. وسبق أن طالب رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، المعروف بقربه من حزب الله، دياب بالرحيل على خلفية تصريحات للأخير تساءل فيها عن غياب أجهزة الأمن والدولة في ضبط الأمن.
وذكر وهاب في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال”، “تحدثت إليه (دياب) مرة ولم أشعر أنه إنسان متماسك”.