استبعد وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، في حديث لـ «الأنباء»، شن اسرائيل حربا ضد لبنان، لكنه حذر من ان تؤدي لعبة توجيه الرسائل العسكرية الاسرائيلية الى وضع خطير.
وقال ان لبنان دخل مرحلة ترقب تستمر حتى نهاية أغسطس والتي يتم فيها بحث التجديد لمهام قوة حفظ السلام المؤقتة (اليونيفيل) في الجنوب وهي قد لا تستغرق فترة الشهر بل اسبوعين أو 10 ايام، مؤكدا ان موقف لبنان واضح نكرره دائما ويحظى بدعم دولي واسع وهو عدم جواز المس بعدد القوات المشاركة، لأن تخفيض القوات لو طرح من البعض فسيكون رسالة سلبية تجاه دور اليونيفيل، والنقطة الثانية أن هذا الأمر سيضعفها لجهة عدم المس بعديدها.
وأضاف وزير الخارجية اللبناني: الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عدم جواز المس بمهام القوات الدولية كما هو مقرر، فـ «اليونيفيل» لديها مهام أقرها مجلس الأمن لذا تبقى كما هي، هناك محاولات من البعض لتغيير مهام «اليونيفيل» في مكان معين، نحن لا يمكن ان نقبل بهذا الأمر، المهام تبقى كما هي، وطروحات البعض أن اليونيفيل تستطيع ان تدخل المنازل والأماكن الخاصة فهذه ينظمها القانون اللبناني.
أي شيء تريد ان تقوم به اليونيفيل لتنجح في مهامها يتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني في الجنوب وحسب القوانين اللبنانية هذا موقف اساسي.
نحن نعول كثيرا على اليونيفيل في دورها خاصة انها مهمة جدا للأمن والاستقرار في الجنوب، ولكن ايضا نؤكد انها مهمة للأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأي خلل او اخلال لدور «اليونيفيل» يعرض الأمن والسلم في ظل التوترات القائمة في المنطقة للخطر، لذلك نعول في مرحلة تمديد عمل هذه القوات على ان يبقى عديدها على ما هو لأنه مؤشر اساسي فعلي على الأرض وايضا مؤشر سياسي. ومهامها تبقى كما هي واردة في قرار مجلس الأمن 1701، ونؤكد ايضا على تمسك لبنان كليا بتنفيذ القرار 1701 في كل مندرجاته.
وردا على سؤال حول رفع لبنان شكوى الى مجلس الأمن الدولي ضد ما حصل عند الحدود من اعتداءات اسرائيلية، قال حتي: ان لبنان سيرفع شكوى الى مجلس الأمن خلال هذين اليومين ضد الاستفزاز العسكري الإسرائيلي وهذا ليس جديدا، لأن اسرائيل دائما تتبع سياسة عدوانية تجاه سيادة لبنان، والشكوى التي سنرفعها الى مجلس الأمن موثقة بكل التعديات الإسرائــيلية المتــكررة، وهذا حق شرعي وقانوني للبنان.
وبالنسبة للعلاقات «اللبنانية ـ العربية ـ الدولية»، قال حتي انه من موقعه كوزير خارجية وكسفير لجامعة الدول العربية في باريس على مدى 13 سنة: دعني أبدأ من الكويت، هناك علاقات خاصة ومميزة بين لبنان والكويت الدولة الشقيقة والصديقة، حيث كانت دائما العلاقة معها أفضل العلاقات فهي لعبت دورا مهما في دعم الاستقرار اللبناني، وأعود وأتحدث ان لبنان بوضع اقتصادي شبه كارثي، ومن المهام الأولى للحكومة الولوج في عملية اصلاح هيكلي، لا شكلي، للاقتصاد ومجموعة الدعم الدولية تقول إنكم اذا قمتم بهذه الاصلاحات ومضيتم بها فنحن مستعدون للتعاون وكذلك الدول العربية هذه نقطة اولى، وعلى لبنان ان يكون بمستوى التحدي.
ومنذ توليت هذه المسؤولية، أكدت ان على لبنان التوجه الى الأسرة العربية، وتوثيق العلاقات والبناء على المشترك والعمل معا لاحتواء الخلافات ان وجدت. أولويتنا ان نبقى في البيت العربي ثم دوليا للحصول على كل انواع الدعم ونعزز البيت العربي على اساس حل الخلافات الدائمة في المنطقة وعلى اساس قواعد القانون والاعراف الدولية والقرارات ذات الصلة.
نحن لنا مصلحة في ان تكون هناك حالة سلمية، حالة تدعو الى تسوية سلمية للخلافات وعدم التدخل في شؤون الآخرين، نحن نتجه لتوثيق العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وعميق التعاون معها في كل المجالات الضرورية.
وحول الموقف العربي من التعاون مع الحكومة اللبنانية الحالية، قال وزير الخارجية: نتمنى ان تكون لنا معهم افضل العلاقات، لكن حاليا هناك علاقات دعني اقول عنها باردة مع الحكومة في لبنان ونحن نتطلع الى اعادة الحرارة إلى هذه العلاقات ويدنا ممدودة للتحاور مع كل الاشقاء العرب لمعالجة كل مشكلة قد يكون هناك تحفظ او رأي بشأنها. ولنا مصلحة اساسية في رأب كل صدع في البيت العربي وتحديدا عندما تكون هناك بعض البرودة في العلاقات بين سلطات الدولة اللبنانية وسلطات دولة عربية.
ونعول كثيرا على دور الكويت وحكمة قيادتها ورعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي نتمنى له الشفاء العاجل، خصوصا ان له ايادي بيضاء على لبنان منذ اتفاق الطائف، لمساعدتنا والعمل على حل كافـة الخـــلافات وإزالة ســوء الفهم الحاصل هنا وهناك بين لبنان وبعض الدول العربية الشقيقة من اجل اعادة المياه الى مجاريها.
ولفت حــتى الى ان: لبنان ليس بخير، لبنان في أزمة ناتـــجة عن تراكمات. لا يجوز لأحد ان يتهرب من تحمل المسؤولية. المطلوب موقــف وطني جامع لأنه عندما تكون السفينة مهددة بالغرق فعلى الجميع التعاون للإنقاذ.
أما بشأن تلقيه دعوة لزيارة دمشق أجاب حتي: لم اتلق دعوة لزيارة سورية لكن هناك علاقات ديبلوماسية قائمة بين لبنان وسورية، وهناك اتصالات تتم والبعض يريد تطوير هذه العلاقات بشكل اسرع والبعض الآخر لديه تحفظ.
أما سياسة النأي بالنفس، فالبعض يقول انها غير محترمة في كل وقت وكل زمان، واعتقد ان الحفاظ على سياسة النأي بالنفس كمن يمشي على حبل مشدود عليه ان يبقي على توازنات مختلفة يحافظ عليها. وبالنسبة لقانون «قيصر» فسورية هي ممرنا البري الى العالم العربي وبالتالي نحن ندفع ترانزيت. لبنان يشتري كهرباء من سورية منذ عقود عديدة ثم هنالك التبادل التجاري.
وحول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، أوضح: فرنسا دولة صديقة ونعول كثيرا على الدور الفرنسي لمساعدة لبنان، والحديث مع وزير خارجية فرنسا كان كلامه واضحا جدا ومباشرا.
طبيعي ان تحدثك فرنسا بأنك عليك ان تساعد نفسك في المضي بعملية الاصلاح بشكل سريع وايضا بشكل عميق، هذا كلام ارحب به عندما استمع اليه، هذه مسؤولية اساسية، هم مستعدون ان يأتوا الينا للمساعدة بعد ان ننجح في مفاوضاتنا مع صندوق النقد الدولــــي وان نقوم بالإصلاح المطلوب. هم مستعدون ان يواكبونا وان يمدوا يدهم للتحاور.
البعض اعتبر ان كلامه كان قاسيا وانا اعتبر ان كلامه كان مباشرا فالصديق يتحدث اليك بشكل مباشر ضمن اللياقات الديبلوماسية. فرنسا تطلب ان نساعد نفسنا اولا قبل ان نطلب مساعدة الآخرين لنا وانا اعتقد اننا يجب ان نساعد انفسنا قبل ان طلب مساعدة الآخرين.