IMLebanon

الاعتماد على النفس فيه الخلاص الوطني

كتب عمر زين في صحيفة “اللواء”:

تحتاج فكرة الحياد التي طرحها غبطة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي في 5/7/2020 لمبادئ وآليات، وذلك في لقاء وطني جامع يضم المفكرين والمثقفين من نخبة الاطياف اللبنانية، وليس من الآخرين الملوثين بالفساد والمذهبية والطائفية ولن نستطرد اكثر، وهم الذين في حفرة عميقة تحت الارض يفتشون عن موقع ومنبر ليتشبثوا بدورهم الذي يخشون ان تنهيه الانتفاضة /الثورة/الحراك سمه ما شئت، هذا اذا كان هناك حاجة لحياد، او هناك حاجة لبناء قوتنا الوطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وبالتأكيد نحن بحاجة للبناء والاعتماد على النفس.

باعتراف الجميع فإن المراجع الدينية لا تبحث عن مصفقين او داعمين او مؤيدين لمواقعها لايصال الرسالة الايمانية التي تحملها لرعيتها. وهي لم تطلب من احد زيارتها ولن تطلب ذلك لان الموعظة التي ترغب بأن توصلها لأبنائها تُضمّنُها في خطاباتها وتصريحاتها وذلك في مواقعها وكنائسها ومساجدها وخلاياها.

وإنّ المرجعيات الدينية لا تطلب من احد ان يتكلم عنها او يمثلها في ذلك، وهي ليست بوارد تبييض صفحة احد من السياسيين.

وكما طلبنا من المفكرين والمثقفين اللبنانيين انطلاقاً من واجبهم الوطني والانساني والاجتماعي ان يباشروا فوراً لوضع مشاريع ومخططات لمستقبل لبنان لعقد مؤتمر وطني عام يأخذ بعين الاعتبار التساؤلات المشروعة التالية:

1- هل يمكن إقرار حياد لبنان بدون ان يوقع معاهدة سلام مع العدو الصهيوني؟؟

2- هل يمكن للحياد ان ينقذ لبنان على المدى الطويل من خطر التوسع الصهيوني على ارضه ومياهه وهدفه في حدود كيانه هو تحت شعار «من الفرات الى النيل حدودك يا اسرائيل».

3- تقديم تفسير للاجتياح الفرنسي لسويسرا في العام 1789 وهي الدولة المحايدة التي كان قد مضى عليها 275 سنة في الحياد!!!

4- تقديم تفسير لإجتياح المانيا لبلجيكا واللوكسمبورغ وهي ضمن الدول الضامنة لحيادهما وهي لم تتورّع عن غزوهما في الحرب العالمية الاولى!!!

5- تقديم تفسير لالتزام سويسرا المحايدة والمشاركة في فرض العقوبات الاقتصادية على العراق، وهل هذا يدخل ضمن معنى الحياد؟؟؟

6- تقديم تفسير عن موقف الحكومة السويسرية في تعاونها مع الناتو (حلف الشمال الاطلسي) حيث اعتبرت هذا التعاون غير مخل بالحياد!!!

وأسئلة كثيرة طرحها المفكر والاستاذ الجامعي د.ساسين عساف حول الحياد، وكان سؤاله المركزي «هل توافق اسرائيل على حياد لبنان، وهل ترضى سوريا بذلك؟؟ وما هو موقف الدول العظمى وبالتالي الدول العربية بالخصوص في وقت تشتعل فيه الحرب الباردة على كل الكرة الارضية؟؟»

ونقول ونؤكد أن بعض الدول الكبرى تضغط على لبنان للصلح مع الكيان الصهيوني، كما وتعمل على تعطيل دوره الوطني والقومي.

ونقول أيضاً إنه بادئ ذي بدء لا بد من البناء الوطني على الموقف من انسحاب القوات الاطلسية من لبنان في العام 1982 – 1983 وعلى انسحاب الجيش الصهيوني عام 2000، وعلى الصمود ضد الاعتداء الصهيوني على لبنان عام 2006، ولا بد ان يكون كل ذلك على جدول اعمال المؤتمر الوطني الموعود.

ونقول إن الحل هو في تعميم ثقافة المقاومة اللبنانية في كل الميادين لتكن اطياف الشعب اللبناني حزمة واحداً تجمعها المواطنة والميثاق الوطني لعام 1943، ولاحقاً وثيقة الوفاق الوطني والتطبيق الصارم للدستور وسيادة حكم القانون ومحاكمة الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة، فيفوز لبنان باحترام العالم له، ولا مناص لنا الاّ بإقتلاع هذا الجسم الغريب من على ارض فلسطين العربية من النهر الى البحر، خاصة وان هذا الكيان الصهيوني المفتعل منذ احتلاله لأرض فلسطين هو كيان ضد المجتمع الدولي وضد ارادته، وكل تصرفاته ومواقفه تخالف القانون الدولي ومؤسساته، خاصة وان هذا العدو يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بدون اي رادع اممي.

نحن نحترم ما طرحه غبطته لجهة حياد لبنان ولتكن مناقشة ذلك على اوسع نطاق وطني، ولنعمل جميعاً على ان لا يكون طرح مشروع الحياد بدون مضمون واضح باباً للصراع الداخلي وتهديداً للسلم الاهلي يستفيد منه اعداء لبنان، فليكن ما طرحناه ولدينا ولدى المفكرين والمثقفين اكثر منه، فليكن موضوع المؤتمر الوطني الجامع لتوضيح الرؤى ووضع خارطة الطريق للخلاص الوطني، وليكن تحالفنا مع احرار العالم.

قد يكون ما طرحناه حلماً، فلنعمل لتحقيقه.