علق السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين على ما طرحه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول” التوجه شرقاً” الذي يكثر الحديث حوله في لبنان، بالقول: “حدث جدل حول الموضوع، وأنا أرى أن هناك تسيّيساً لموضوع العلاقات اللبنانية مع الخارج ، عندما قيل إذا انسحبت أميركا سوف يأتي مكانها روسيا والصين، وهذه المقولات جرى استخدامها حسب المصالح. فروسيا أصلاً تريد أن يطوّر لبنان علاقاته مع الجميع.
وقال في حديث لـ”الميادين”: “هناك الدول المانحة التقليدية، هناك مؤتمر “سيدر”، وفي ذات الوقت هناك موضوع العلاقة مع سوريا وهو ضروري والفوائد الاقتصادية للبنان ستكون معروفة وكبيرة.”
واضاف: “هناك الامتداد للعراق وإيران المفيد، و هناك احتمال للمشاريع الصينية، والشركات الروسية تهتم بعدد من فروع اقتصاد لبنان بما في ذلك الكهرباء وتنقيب النفط، والمشاريع الأخرى حسب تقديم العروض. ما نريده هو الأجواء الطبيعية للتجارة ووفقاً لمعايير الاقتصاد الحر كما هو النظام اللبناني”.
وأسف زاسبكين قائلا” أخيراً نرى انهيار النظام المصرفي تحت تأثير العقوبات الأميركية، ونحن حتى اليوم نريد اتخاذ مواقف تقليدية في لبنان، من الواضح تماماً أن العهد والحكومة اللبنانية يريدان تطوير العلاقات مع الجميع وهم جاهزون للتعاون”.
أشار السفير إلى أنه يتمنى للبنان نجاح التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لكن القدرات الذاتية للبنانيين هي الأهم و الأساس.
وأوضح زاسبكين أن “الغرض الأميركي من العقوبات هو نزع سلاح حزب الله. “أظن أن هذا يقتضي التأثير على البلد، لجهة أنه يجب على الحزب أن يترك سلاحه. وهناك آراء لبعض الأحزاب اللبنانية في نفس المجرى، ولكن أنا لا أظن أنه من خلال هذه الطريقة يجري تحقيق هذا الهدف، والأميركي لن ينجح من خلال العقوبات نزع السلاح .. هذا وهم.
وقال: “موضوع التوازن مع إسرائيل له أهمية، فالأميركيون يريدون ربطه بالسلاح، وهذا الربط لن يؤدي الى نتائج، وفيه احتمال للمخاطر الأمنية، وهذا الشعار يهدف لاستفزاز حزب الله وخلق مشاكل داخلية. والمشكلة أن هناك محاولات للربط بين المشاكل الداخلية (الاقتصادية مثلاً) والمصالح للأطراف الخارجية التي يكون عنوانها مختلفاً، وهناك يكمن “الفخ” أمام أي حراك شعبي (في أي بلد)، لكي لا يتم استغلاله لأهداف معينة”.
وتابع: نحن بذلنا الجهود في سوريا وهذا ليس مفيداً لسوريا فقط بل كذلك للبنان، لحمايته من الخطر الأساسي الإرهابي، فاذا سيطر الإرهاب على سوريا، سيكون سهلا إرسال آلاف الإرهابيين الى لبنان، وهذا كان ليؤدي إلى تقسيم البلد.
وحول تسليح الجيش اللبناني قدّم وجهة نظره “بالنسبة للوضع اللبناني، نحن نرى أن المسألة الأساسية هو التوازن الردع مع إسرائيل وهو مضمون بسبب قدرات حزب الله،وهذا هو الواقع. والشيء الموجود،أن أميركا تقدّم السلاح تقليديا للجيش الأميركي، ولاستبدال ذلك يجب أن يكون هناك سبب كافٍ. وليس مطلوبا من روسيا في هذه الظروف تقديم السلاح وهذا الأمر ليس ملحّاً”.