Site icon IMLebanon

قبل “النق”.. هل قامت الحكومة بواجباتها الإصلاحية كما يجب؟

يتأكد أكثر يوما بعد يوم، كم ان التناغم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه السياسي من جهة، ورئيس الحكومة حسان دياب من جهة ثانية، قوي وثابت. هما قد يختلفان في بعض التعابير والتفاصيل، الا انهما متفقان بقوة في الجوهر والاساسيات. هذا الوئام ظهر ولا يزال يظهر عند كل مناسبة يتسنى فيها للرجلين اطلاق مواقف من التطورات. صحيح ان دياب يحاول جاهدا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” التمايز عن الطبقة السياسية كلها، الا انه في الواقع وفي “الميدان”، انسجم معها و”ذاب” فيها وفي ممارساتها.

الخطاب الذي يعتمده الرجلان، ومعهما ايضا التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، واحد. هم قرروا على ما يبدو، مواجهة المرحلة وتحدّياتها، ليس بالحلول وبالعلاجات التي ينتظرها الناس على أحرّ من الجمر – في لهيب تموز وآب – بل بالتذكير دائما بالارث الثقيل الذي ورثوه، وبتحميل القوى التي تعاقبت على الحكم في الفترة السابقة، وعلى رأسها “المستقبل” (حليف التيار البرتقالي حتى الامس القريب) مسؤولية الازمة الاقتصادية المالية المعيشية الخانقة التي تتخبط فيها البلاد اليوم.

فخلال تهنئته بالاضحى أمس، غرّد دياب معايدا ولم يفته التذكير بهذا الارث فقال ” تزدحم الأفكار في عيد الأضحى المبارك. تراكمات خلقت ظروفاً صعبة، سرقت فرحة العيد إلى نفق مظلم. لكن بصلابة اللبنانيين، وقوة إرادتهم، سنعبر نحو فجر جديد لعيد يعود بالتجديد الذي لا تخطف فرحته الأزمات”.

وبعد ان صوّب مرارا وتكرارا سهامه على “جهات مجهولة” تحاول منع الخارج من تقديم مساعدات للبنان عبر تشويه صورة الحكومة لديه، لجأ الرئيس عون الى الاسلوب نفسه اليوم بحسب المصادر. ففي كلمته للضباط المتخرجين في عيد الجيش، قال “تشاء الظروف أن تتزامن انطلاقتكم مع تحديات وصعوبات كبيرة تواجه الوطن وشعبه ومؤسساته، فلبنان اليوم يخوض حربا من نوع آخر، ولعلها أشرس من الحروب العسكرية، لأنها تطال كل لبناني بلقمة عيشه، بجنى عمره، وبمستقبل أبنائه، حيث الوضع الاقتصادي والمالي يضغط على الجميع ولم ينج منه أحد. وأعداء لبنان في هذه الحرب كثر: العدو الأول هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء، ولكن بثبات. العدو الثاني هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح، العدو الثالث هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدس الأموال، العدو الرابع هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضا من يجول دول العالم محرضا ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولا حجب أي مساعدة عنهم”.

وهنا، تأسف المصادر لكون الحكم لا يزال عالقا في مرحلة غسل يديه من الازمة ورميها على الآخرين، متلهّيا في توجيه سهامه على اطراف لا يسمّيها تعوق مسيرة المساعدات الدولية للبنان. وهي تذكّر بأن من قرر ان يكون في الحكم اليوم أخذ على عاتقه معالجة المشاكل لا توصيفها واعلان براءته منها! فالمطلوب من العهد والحكومة في رأيها، كان الانخراط في ورشة اصلاحية حقيقية – لا نظرية – تعطي انطباعا مشجّعا لدول الغرب، والمطلوب منهما ايضا، كان تقديم خطة محكمة تقنية مفصلة لا غبار عليها تتضمن رؤيتها لكفية انقاذ لبنان الى صندوق النقد الدولي، اضافة الى القيام بتعيينات مالية وادارية وقضائية شفافة نزيهة، واعتماد الحياد لا الانحياز بلبنان نحو المحور الايراني… فهذه وظيفتهما، بعيدا من الشكو والندب ونظريات المؤامرة… فهل فعلت الحكومة ذلك وتحمّلت مسؤولياتها فعلا.. ولم يمدّ لها الخارج يد العون، لتقول ان ثمة من يتعمّد تلطيخ صفحتها لدى العرب والغرب؟