كشفت مصادر الناشطين الرافضين لمشروع سد بسري عبر “الأنباء”، عن استعداداتهم لمواجهة تعنّت الحكومة بكل الوسائل المتاحة، من دون الكشف عن تفاصيلها، محذرةً من دخول مجموعات غب الطلب بين المعتصمين لافتعال مشاكل معهم تسمح بتدخل القوى الأمنية لتشتيتهم.
وأكّدت المصادر أنه بقدر ما تصرّ الدولة على تنفيذ المشروع، سيزداد الإصرار على رفضه، لأن رائحة الفساد والسمسرات بدأت تزكم الأنوف، ومرج بسري سيتحول إلى محميةٍ طبيعية، والسد لن يمر.
وكشف الخبير الهيدرو- جيولوجي الدكتور سمير زعاطيطي، عبر “الأنباء” أن لبنان يملك أكبر احتياطي ماء في الشرق الأوسط، وتقدّر ثروته المائية ب 3 مليار متر مكعب، من بينها مليار و300 مليون متر مكعب مياه سطحية يمكن الاستفادة منها على طول الساحل اللبناني من الناقورة وصولاً إلى عكّار، وهذا يساعد على ترويج السياسة المائية ما يغني لبنان، ويفوق حاجته من المياه. لكن عندما تسلّم النائب جبران باسيل وزارة الطاقة في العام 2010، كانت الخطة آنذاك تقوم على حفر الآبار، وهي تغني لبنان لو أنها استُكملت. لكنّه، ومن أجل جني الأموال، لجأ إلى إقامة السدود لأن أرباحها مضاعفة.
أما بالنسبة إلى مشروع سد بسري، واستناداً إلى البعثة الجيولوجية الفرنسية، والتي قامت بدراسة وضع المياه في لبنان من سنة 1928 حتى سنة 1955، فيقول زعاطيطي إن وادي بسري هو وادٍ انخسافيٍ يحتوي على أكبر تخزين جوفي وطبيعي من المياه، ومن الخطأ إقامة سدٍ فيه دون الاستفادة من المياه الجوفية التي تقدّر بكمياتٍ كبيرة، وهي لا تتطلّب أية استملاكات، وتستفيد منها المناطق المجاورة، وكل الساحل الممتد من صيدا إلى الدامور.
أمّا بالنسبة إلى أهالي بيروت فيمكن حفر آبارٍ في وادي شحرور، وفي الحازمية، وجعيتا، ونهر الكلب. والمياه هناك موجودةٌ بكمياتٍ كبيرةٍ جداً، وأكبر بكثير من مرج بسري الذي لا يصلح إلّا إلى تحويله إلى محميةٍ طبيعيةٍ نظراً لاستحالة إقامة السد عليه بسبب طبيعة أرضه الانخسافية.