كتب عمر حبنجر في صحيفة “الأنباء الكويتية”:
خيّم العيد الخامس والسبعون للجيش اللبناني على الأجواء السياسية، التي تفاعلت مع المناسبة السنوية للمؤسسة الأم في الدولة اللبنانية، على الرغم من إلغاء الاحتفال الرسمي، المتمثل بتخريج الضباط الجدد وتجاوز العداد اليومي لوباء كورونا كل السقوف السابقة.
وحفلت مختلف وسائل التواصل والإعلام بالتغريدات والكتابات المنوهة بالمناسبة، فقد بات الجيش والمؤسسات الأمنية مربط رجاء اللبنانيين بعد نخر سوس الفساد والتبعية لمختلف مؤسسات الدولة الأخرى، وسط سقوط الرهان على قدرة العطارين في إصلاح ما افسده الدهر.
الرئيس ميشال عون، تحدث الى الجيش وضباطه الجدد عبر الشاشة من القصر الجمهوري، واكثر ما لفت في كلمته حديثه عن «العدو الرابع للبنان»، وهو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، قائلا: أنا ابن المدرسة العسكرية وقد تعلمت منها ان الاستسلام ممنوع، وليس في مسيرتي العسكرية استسلام.
وبعد الكلمة، استقبل عون وفدا من قيادة الجيش برئاسة العماد جوزاف عون، الذي ابلغ رئيس الجمهورية «بان الأمل يبقى معلقا على فخامتكم، ومنكم نستلهم الحكمة في كيفية ادارة الأزمات، وفي مواجهتها بما يحفظ كرامة المواطن واستقرار الوطن».
رئيس الحكومة حسان دياب وفي تغريدة له بالمناسبة، قال: «كلما حل عيد الجيش ندرك أهمية هذه المؤسسة التي يكرس عيدها الوحدة الوطنية بكل تجلياتها، ونكتشف أن رهان اللبنانيين على جيشهم لم يضعف ولم يتبدل، وإنما ازداد صلابة ورسوخا» وأبدى ثقة ثابتة بالجيش الذي هو صمام أمان الدولة والمجتمع والمواطن، كما أنه سور حماية للسلم الأهلي والاستقرار الأمني.
بدورها، السفارة الأميركية في بيروت لفتت عبر تويتر إلى أن الجيش اللبناني شريك مهم للولايات المتحدة وقالت: نحن فخورون بتقديم الدعم له، وارفقت التغريدة بفيديو حول المساعدات الأميركية للمؤسسة العسكرية.
نقيب المحامين السابق ونائب رئيس حزب الكتائب جورج جريج قال في تغريدة: الأول من آب 2020، ثلاثية الجيش، القضاء، الاقتصاد، الليرة انهارت، القضاء مهدد، وتبقى المؤسسة العسكرية لها كل الدعم.
بدوره غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر»: قائلا «كل التحية للجيش اللبناني في يوم عيده هذا، عسى في هذه المناسبة ان يقوم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة بفعل ما يلزم لإعادة القرار العسكري الاستراتيجي إلى الجيش، هذا القرار الذي سلب منه بفعل عهد الوصاية هو من أبسط حقوق المؤسسة العسكرية الشرعية».
وأضاف: «ان عدم وجود القرار العسكري الاستراتيجي في المؤسسة العسكرية الشرعية كان ومازال احد الأسباب الرئيسية للوضع الذي يعيشه لبنان حاليا».
وتابع: «إذا كان ما نقوله هو حق بالمبدأ للجيش، فإنه يصلح أكثر ما يصلح بهذه الأيام بالذات، حيث يجري التلاعب بالجنوب على مذبح السياسات الإقليمية، دون الأخذ بالاعتبار لا مصالح الشعب اللبناني ولا الأوضاع اللبنانية المزرية خصوصا المعيشية منها والصحية وتبعات أي تصعيد ممكن ان يحصل».
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل غرد قائلا: سيبقى الجيش كما اراده المؤسسون ولن يقوى عليه الطفيليون.
وعن الوضع في الجنوب، علّق السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان لقناة الحرة بالقول: طرفان يريدان تجنب الحرب وهذه لعبة تجري.
ما حصل جاء بعد قتل عنصر لحزب الله في سوريا من جانب اسرائيل وكان الهدف توجيه رسالة إلى إسرائيل بأن الحزب سيرد لكنه يريد تجنب الحرب، ووضع فيلتمان مسؤولية تنفيذ القرار 1701على عهدة اللبنانيين الذين لا ينفذون القرار والإسرائيليين كذلك.
وزير الصحة حمد حسن قال انه لن نسمح لوباء «كورونا» بالتغلب علينا وسنواجهه من خلال محاولة فهمه ثم من خلال التجهيزات المستقدمة تحضيرا لاستقبال الموجة الثانية من هذا الوباء الخطير الخريف المقبل، وحث المواطنين على الالتزام بالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.