توقفت أوساط سياسية سيادية عند الزيارة اللافتة التي قام بها منذ ايام السفير الايراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا والمواقف التي اطلقها ضد اسرائيل في ذكرى حرب تموز وتحذيرها من ارتكاب اي حماقة، مؤكدا أن انتصارات تنتظر محور المقاومة وأن المساعدات الايرانية الى لبنان تشمل كل الشعب اللبناني وليس فئة محددة.
لعل الابرز في توقيت زيارة السفير الايراني انها اتت قبل ساعات من التصعيد الذي شهدته الجبهة الجنوبية، وقد قال ردا على سؤال عن ضربة إسرائيليّة محتملة على لبنان: “العدو الإسرائيلي لم ينسَ هزيمته في حرب تموز، وإذا ما أقدم على حماقة كهذه فلا شك أن ضربة أقوى ستكون بانتظاره ومحور المقاومة أقوى من أي وقت مضى”.
وفي الاطار، اوضحت مصادر اسلامية مطّلعة عبر “المركزية” “ان زيارة السفير الايراني بروتوكولية تقليدية كانت محددة سابقا وليست لها اي ابعاد سياسية محلية او خارجية”.
لكن توقيت الزيارة الايرانية لدار الفتوى لا يمكن فصله عن استحقاق 7 اب الخاص بالنطق بحكم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، خصوصا انه شدد اثر لقائه على ضرورة تعزيز الوحدة الاسلامية في هذه المرحلة.
ولفتت المصادر الاسلامية الى “ان لا علاقة بين زيارة السفير الايراني دار الفتوى والنطق بحكم قضية جريمة 14 شباط”، اما كلامه عن الوحدة الوطنية فهو ليس بجديد. فالايراني يُركّز دائما على شعار “وحدة الصفّ الاسلامي واللبناني”، الا انه وللأسف يعمل بعكسه، لأن “لديه مشروعه الخاص في المنطقة”. لذلك، اكدت المصادر “ان لا ابعاد سياسية لزيارة السفير الايراني لدار الفتوى، لأن موقف الاخيرة معروف سواء من المحكمة الدولية او الوضع الايراني في المنطقة ولبنان”.
وفي توقيت الزيارة ايضا انها جاءت بعد نداء الحياد الذي أطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهو كرر ما قاله من الديمان بأن “الحياد شأن لبناني خاص وكل المبادرات والأفكار في هذه المرحلة لا بدّ أن تصبّ في إطار توحيد الوحدة الوطنية وترسيخها”. وفي حين نفت المصادر الاسلامية المطّلعة اي علاقة بين طرح الراعي وزيارة السفير الايراني الى دار الفتوى، كشفت في السياق ان دار الفتوى وبتوجيهات من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تعتبر نداء الراعي محط متابعة ودارسة وتقييم بشكل جدّي.