Site icon IMLebanon

للحياد خطة طريق ضرورية: نداء كنسي فمبادرة يسوّقها الفاتيكان

لن يقف مشروع حياد لبنان عند عتبة رفض فريق سياسي وحزبي يصر على اقحام البلاد في اتون نيران المحاور المشتعلة  لمصالح خارجية. ولن تحول الادعاءات بوجوب تأمين الاجماع الداخلي وتوفير التوافق بين مختلف المكونات حوله دون وضعه موضع التنفيذ، ولا تصويره على انه غير ممكن في ظل وجود عدو كإسرائيل على حدودنا. فالحياد بات ضرورة قصوى، وعلى الارجح آخر الدروب الممكن سلوكها لانقاذ لبنان من استمرار انزلاقه نحو قعر الهاوية بفعل الممارسات السياسية الفئوية المدمّرة.

الحياد يرتكز الى سلة متكاملة تبدأ من نقطة رفع الحصار عن الشرعية، على ما قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الشهيرة في 5 تموز الفائت حينما ناشد رئيس الجمهورية العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ. وقال: “نطلب من الدولِ الصديقةِ الإسراعَ إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّضَ لخطر. ونتوجّه إلى منظَّمة الأمم المتّحدة للعمل على إعادةِ تثبيتِ استقلالِ لبنان ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلانِ حياده. فحيادُ لبنان هو ضمانُ وِحدته وتموضعه التاريخيّ في هذه المرحلةِ المليئةِ بالتغييراتِ الجغرافيّةِ والدستوريّة. حيادُ لبنان هو قوّته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق الدول العربية وقضية السلام، وفي العلاقة السليمة بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسّط”.

يقول وزير سابق قريب من بكركي وسيدها لـ”المركزية” إن خريطة انجاح مشروع الحياد ضمن السلة المتكاملة لا بد ان تعتمد مسارا يرتكز في شكل اساسي الى نقطتين:

– تحويل مشروع الحياد الى نداء الديمان من قبل مجلس المطارنة الموارنة الذي يجتمع يوم غد، بمعنى ان يصبح الحياد نداء كنسيا، يتولى كهنة الرعايا شرحه للمؤمنين في العظات خلال القداديس يوم الاحد، للاضاءة على اهميته واهدافه. وفي السياق، يذكّر الوزير المُشار اليه بنداء بكركي الشهير عام 2000 الذي اطلق شرارة خروج الجيش السوري من لبنان، فيسير بذلك البطريرك الراعي على خطى البطريرك نصرالله صفير الذي وقف في وجه الوصاية السورية على لبنان آنذاك ودعا الى الاستقلال الثاني، فكان له ما اراد .

– بعد ان يتحوّل الحياد الى نداء للكنيسة يصبح امر تجاوزه صعباً، حينها، يحمله البطريرك الراعي الى الفاتيكان كمبادرة كنسية تعمل دوائر الكرسي الرسولي على تسويقها لتنفيذها، بعد تأمين الغطاء الخارجي الدولي لها.

ان الحياد، بحسب ما يعتبر الوزير المشار اليه، شأن ميثاقي، اي فوق الدستور، وهو مرتبط بلبنان العيش المشترك المرتكز الى العدالة والحرية ودونهما لا وجود لهذا العيش بين اللبنانيين. فالشركاء في الوطن لا بد الا ان يكونوا متساويين امام القانون، لا مواطن بدرجة مميز وآخر دونه رتبة بفعل سطوة السلاح والاستقواء بالخارج، ما يعني عمليا اعطاء هذا الخارج جزءا من السيادة مقابل جزء من النفوذ في الداخل. السيادة لا تتجزأ والنفوذ ايضا. ولا مكاسب على حساب الشريك في الوطن.

ويضيف: “في المساواة يكمن المعنى الحقيقي للحياد والعيش المشترك بين الشركاء لا يستقيم الا من خلال العدالة والحرية، وهما ثابتتان تؤمنان الحياد الذي لا يحتاج لا الى طاولات حوار ولا الى مؤتمرات فقهية ولا الى اجماع او توافق، لأنه مفهوم ميثاقي ومن دونه لا قيمة  للبنان، ومن يخرج من المكونات عن الحياد يخرج عن لبنان الرسالة الذي كرّسه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إبان زيارته للبنان في العام 1997، فهل يستكمل الفاتيكان هذا الدور راهنا ويكرّس الحياد لانقاذ الرسالة”؟