لم تعد المستشفيات في بيروت تستوعب أعداد الجرحى والمصابين، الذين تخطّى عددهم بحسب وزير الصحّة الدكتور حمد حسن الـ 3700 جريح، في حين لفت الى أنّ الإحصاءات تشير إلى تخطّي عدد الشهداء الـ73.
تصدّع في الأبنية، إنقطاع في الكهرباء، حريق في المعدّات الطبيّة… كلّها أضرار لحقت أمس بمستشفيات العاصمة التي لبّت أجهزتها الطبية النداء، وهرعت لمساعدة المرضى.
واوعز حسن، الى جميع المستشفيات بإستقبال الجرحى جراء الانفجار على حساب وزارة الصحة العامة، التي أعلنت عن وضع الرقم الساخن 01/832700 في غرفة الطوارئ للكوارث، من أجل التنسيق مع الفرق الطبية والمواطنين، لتأمين معالجة الجرحى في الاماكن التي لا تزال متاحة في المستشفيات القادرة على الاستيعاب.
أضرار
مستشفى الروم هو الأكثر تضرّراً. انقطاع تام للتيار الكهربائي نتيجة تضرر المبنى، اضافة الى احتراق أغلب المعدّات الطبيّة. وناشدت إدارة المستشفى تزويدها بالمواد الطبيّة وبمولد كهربائي. وقد وصل العديد من الجرحى الى المستشفى الذي لم يتمكّن من إستقبالهم.
كذلك، لحقت أضرار جسيمة بمستشفى الجامعة الاميركية، الذي لم يعد باستطاعته استقبال المزيد من الجرحى.
ولفت مدير مستشفى رزق الى انّ أكثر من 400 جريح وصلوا الى المستشفى جراء انفجار مرفأ بيروت، والأسرّة لا تكفي لاستقبال المصابين.
وأعلن مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي رفع جهوزيته الكاملة من أطباء وممرضين وممرضات وتقنيين وإداريين، وتقديم كل الخدمات والعناية الطبية اللازمة لكل من يقصدها، حيث توافد اليها عشرات الجرحى والمصابين الى قسم الطوارئ فيها، رغم عدم قدرتها الاستيعابية.
وطلبت الوزارة من الفرق الطبية والعاملين الصحيين كافة التطوع في أقرب مكان يصلون اليه، للمساعدة في ظل هذه الظروف البالغة الصعوبة والمأسوية التي يعيشها لبنان.
ومع وصول قدرة مستشفيات العاصمة الى قدرتها القصوى، بدأت مستشفيات منطقة الشوف بإستقبال جرحى انفجار المرفأ، من اجل تلقي العلاجات المطلوبة، في حين توجّهت فرق طبية من الشوف ايضاً الى بيروت للتطوع والمساعدة في علاج المصابين.
وفتحت المستشفيات الحكومية والخاصة أبوابها في معظم المناطق اللّبنانية لإستقبال المرضى، في المتن وكسروان وجبيل والشمال وصيدا والجبل.
الصليب الأحمر
كما اعلن الصليب الاحمر انّ «اكثر من 30 فرقة استجابت لاسعاف المصابين بعد الانفجار في مرفأ بيروت».
وناشد الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة «المواطنين التوجّه الى المستشفيات للتبرع بالدم»، مشيراً الى انّ «سيارات الصليب الاحمر أجرت مسحاً في شوارع الاشرفية والمرفأ وقاعدة الجيش البحرية والكرنتينا وكذلك في شركة كهرباء لبنان وفي البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي، لأنّ الاتصالات كانت مقطوعة».
ولفت الى انّ «كل الاحياء في منطقة الاشرفية والمدور متضرّرة»، وانّه «جرى اسعاف الحالات الاكثر تضرّراً»، مشيراً الى انّ «سيارات اسعاف اتت من مناطق اخرى لمؤازرتهم في نقل الجرحى الى المستشفيات».
وأكّد انّه «تمّ التنسيق والتعاون مع الاجهزة كافة، لكن الوضع ليس طبيعياً».
دعوات للتبرع بالدم
وأعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري توجيهاته الى كافة عناصر حركة «أمل» ومناصريها للتبرع بالدم في كافة المراكز الصحية والمستوصفات.
ودعا «التيار الوطني الحر» المنتسبين اليه «وخصوصاً اولئك الموجودين في المناطق المتضررة جراء الانفجار إلى المبادرة حيث هم لتقديم المساعدات لجميع المواطنين المحتاجين، سواء لجهة الاسعاف او التبرع بالدم للجرحى في المستشفيات ومراكز الإسعاف، أو لجهة تقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية للمتضررين والمحتاجين، والتواصل مع أصحاب المنازل المتضررة لحمايتها من أي تعدٍ او سرقة محتملة عليها وتقديم مراكز ايواء او سكن لأصحاب المنازل المدمّرة».
واعلن التيار أنّه شكّل لجنة طوارئ مركزية باشرت باجتماعاتها لوضع الخطط اللازمة، لجمع المعونات ولتقديمها لكل محتاج. وقد انشأ غرفة عمليات خاصة بالنكبة.
وأكّد جهوزية الفرق الطبية لتقديم الإسعافات الأولية في مركز التيار في مبنى ميرنا الشالوحي – سن الفيل.
ودعا التيار المؤسسات الدينية للمبادرة الى فتح ابواب الاديرة والمدارس وخصوصاً في الاشرفية أمام المحتاجين.
وعمّم «الحزب التقدمي الاشتراكي» على مناصريه وابناء المنطقة الذين يستطيعون تقديم كميات من الدم الى مركز الصليب الاحمر اللبناني في السمقانية الشوف تبرعاً للمصابين.
كما دعا أحمد الحريري «جميع الرفاق في تيار المستقبل الى التوجّه فوراً للتبرع بالدم في كل المستشفيات ومراكز الصليب الاحمر».
واعلن النائب محمد الحجار انّه «تواصل مع مستشفيات منطقة إقليم الخروب، وانّه بإسمه وبإسم النائب بلال عبدالله وبإسم هذه المستشفيات، على إستعداد كامل لإستقبال الجرحى، وارسال سيارات الإسعاف، علماً انّ مستشفى سبلين الحكومي استقبل عدداً من الإصابات.
ودعا «تيار العزم» الى «اعلان طرابلس مدينة مفتوحة بمستشفياتها لاستقبال الجرحى الذين لا مكان لهم في مستشفيات بيروت، والطلب إلى الجيش نقل المصابين بالطوافات إلى طرابلس».
وجدّد «دعوة المنتسبين واهلنا في طرابلس الى التوجّه فوراً الى اقرب مستشفى او مركز اغاثة للتبرع بالدم دعماً لاهلنا في بيروت. كما اعلن وضع مستوصفات «العزم» ومراكزها الطبية في خدمة جهود الاغاثة.