كتبت بولا أسطيح في “الشرق الاوسط”:
وجّه كثير من مستشفيات بيروت، يوم الثلثاء، نداءات استغاثة نتيجة التضرر بسبب الانفجار، ما أوجب إخلاء بعضها، نتيجة وصول مئات الجرحى إلى غرف الطوارئ المستنفرة أصلاً بسبب «كورونا».
ودعا نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، مساء، المستشفيات لاستقبال المرضى الذين يتم نقلهم من مستشفى الروم، لأن المستشفى تضرر بشكل كبير نتيجة الانفجار. ووصف الدكتور عيد عازار الوضع بـ«الكارثي» في «الروم»، وأشار إلى وجود ضحايا في المستشفى، ما استدعى إخلاء المرضى.
وكما «الروم»، مستشفى «الوردية» لم يعد صالحاً إثر الانفجار من جراء الأضرار الكبيرة، ما استدعى إخلاءه في ظل تردد معلومات عن وفاة ممرضة فيه.
وأمام مدخل الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو في منطقة الأشرفية، تمدد عدد من الجرحى الذين لم يتمكن المستشفى من استيعابهم. ووجّه القيمون على المستشفى نداءات متتالية لوقف نقل المصابين إليه بعدما بلغ عدد من تم نقلهم خلال ساعات المساء الأولى 500 جريح. وحاول الطاقم التمريضي في المشفى حثّ أهالي الجرحى على الالتزام بالتدابير والإجراءات للحماية من «كورونا» لكن دون جدوى.
وتوالت النداءات للتبرع بالدم، ودعا كثير من الأحزاب مناصريهم للتوجه إلى المراكز والمستشفيات لتقديم أي مساعدة لازمة. ولفت مدير مستشفى رزق إلى أن أكثر من 400 جريح وصلوا إلى المستشفى جراء انفجار مرفأ بيروت، وأشار إلى أن الأسرة لا تكفي لاستقبال المصابين.
وقال أحد المواطنين الذين التقتهم «الشرق الأوسط» أمام مستشفى أوتيل ديو إنه يبحث عن ولده المفقود، البالغ من العمر 23 عاماً، فيما أجهشت بقربه فتاة عشرينية بالبكاء، بعدما تلقت خبر وجود والدها في مستشفى رزق، بعدما كانت تبحث عنه، وهو مفقود.
واستنفرت مستشفيات جبل لبنان لاستقبال الجرحى الذين تم نقلهم من بيروت.
وأعلن مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي رفع جهوزيته الكاملة من أطباء وممرضين وممرضات وتقنيين وإداريين، وتقديم كل الخدمات والعناية الطبية اللازمة لكل من يقصده. وقال في بيان: «لا تزال لغاية الآن تتوافد عشرات الإصابات إلى قسم الطوارئ، ولا تزال القدرة الاستيعابية متاحة أمام من يقصد المستشفى».
من جهته، أعلن مستشفى رفيق الحريري الذي يعتبر في خط المواجهة الأول مع «كورونا» أنه استقبل 66 جريحاً، لافتاً إلى أن مزيداً من الجرحى على الطريق. وقال مدير المشفى الدكتور فراس أبيض إن بعض المصابين حالتهم خطرة، فيما البعض الآخر حالتهم مستقرة.