اشارت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام في بيان، الى انه “بين ليلة وضحاها تحوّلت بيروت الحبيبة الى عاصمة ثكلى وجريحة هي التي توصف على مرّ التاريخ بأنها لؤلؤة البحر المتوسط وجسر العبور بين الشرق والغرب.وقد حلّ الخراب في عاصمتنا نتيجة الاهمال الفاضح للدولة والتنصّل من المسؤوليات من خلال الكشف عن مراسلات شكلية لم تبلغ درجة الحسم والقرار الحازم بإخراج سريع لمادة “نيترات الأمونيوم” الخطرة من مرفأ بيروت، في وقت ترتسم علامات إستفهام كبيرة حول سبب إفراغ هذه المواد في المرفأ ولمصلحة من طيلة هذا السنوات؟ وهل هناك مواد مخبّأة لأغراض عسكرية وأكثر خطورة من ” النيترات ” تسبّبت بتفجير هذه المواد كما أظهرت لقطات الفيديو ؟ الامر الذي تسبّب بكارثة وطنية كبيرة تتحمّل مسؤوليته الطبقة السياسية غير المتحرّرة، فسقط عدد ضخم من الضحايا وتهاوت أبنية وحلّ الدمار في مختلف نواحي بيروت وخصوصاً في تلك الأحياء التي صمدت طيلة فترة الحرب وتحدّت كل العواصف الأمنية والعسكرية”.
واضاف البيان “إن اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام التي تتابع سير التطورات وموضوع تشكيل لجنة تحقيق، تطلب جلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات بشكل واضح من دون مواربة والاجابة على تساؤلات مشروعة مع الاستعانة بخبراء دوليين للوصول الى تحقيق شفّاف وغير مضلّل، وفي طليعة هذه التساؤلات مَن كان يغطّي وجود هذه المواد المخبّأة وتلك الشديدة الانفجار في المرفأ ؟ وهل ما حصل هو نتيجة خطأ مزعوم ناجم عن احتكاك كهربائي أم نتيجة عمل تخريبي من الداخل أم نتيجة ضربة اسرائيلية؟”.
ولفت الى “إن اللجنة إذ تحيّي المبادرات الانسانية للدول الشقيقة والصديقة ، تعتبر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرصة كي يعي المسؤولون اللبنانيون مدى حرص بعض الدول على مصلحة لبنان العليا الذي يتخطّى حرصهم،وتحمّل مسؤولياتهم التي سبق للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن دعاهم اليها وفي طليعتها فك الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وإعلان حياد لبنان، وإلا فما عليهم سوى الرحيل وترك الشعب اللبناني يقرّر مصيره”.
وتابع إن “اللجنة تتقدّم بالتعازي الحارّة من جميع العائلات التي خسرت شهداء أعزّاء، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والسلوى والأمان للمشرّدين من منازلهم، آملة في الاسراع بتقديم المساعدات العاجلة للاغاثة والطبابة وإصلاح الاضرار الجسيمة في الابنية والمؤسسات العامة والخاصة”.