Site icon IMLebanon

هكذا يرد “الحزب” على فرضية استهداف اسرائيل مخازن سلاحه!

تعددت الروايات حول تفجير “بيروتشيما” الذي وقع في مرفأ بيروت وحوّل العاصمة الى مدينة منكوبة والثابت واحد: 137 قتيلاً و5000 جريح وعشرات المفقودين حتى الساعة، فضلا عن فقدان لبنان لمرفق عام حيوي “إمحى عن بكرة أبيه” كان صلة الوصل بين الشرق والغرب.

على جانب الرواية الرسمية التي تحدّثت عن إنفجار نحو 2700 طن من مادة نيترات الامونيوم المُخزّنة في العنبر رقم 12 منذ العام 2014، لم يستبعد المراقبون فرضية تورط إسرائيل في الهجوم بإستهدافها مرفأ بيروت تحت مزاعم تخزين حزب الله اسلحة فيه. وربطت هذا السيناريو بسلسلة تصريحات لمسؤولين اسرائيليين هددوا فيها بمهاجمة مواقع في لبنان يستخدمها حزب الله لتخزين اسلحته وصواريخه من ضمنها مرافق عامة.

ونشر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي قبل عام خريطة تظهر ما وصفه بالطرق التي تستَخدم لنقل الأسلحة إلى حزب الله من إيران، والتي وضع فيها ما يمكن وصفه ببنك أهداف إسرائيلي لوقف هذه الامدادات. وكان مرفأ بيروت الذي دُمّر احد هذه الاهداف الى جانب مطار بيروت ومعبر المصنع.

كذلك نشر الجيش الاسرائيلي صوراً بالأقمار الصناعية لما زعم أنه مواقع صواريخ حزب الله في بيروت، فضلا عن عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة تظهر مواقع تخزين صواريخ تابعة لـ”حزب الله” في قلب العاصمة بيروت.

ولعل ما يُعزّز صحة هذه الفرضية شهادات عدد من سكان العاصمة بأنهم سمعوا صوت طيران حربي قبل وقوع الانفجار بثوانٍ، كما تم التداول بفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها بشكل واضح أصوات طيران.

ومع أن الصمت سيّد الموقف من جانب اسرائيل وحزب الله، في انتظار موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عصر الجمعة، غير ان ما حصل في مرفأ بيروت اعاد اللبنانيين بالذاكرة الى خطاب سابق لنصرالله الذي رسم فيه سيناريو تفجير نووي يتوقع أن يحدث في إسرائيل، يشبه تماماً ما حدث في مرفأ بيروت، حيث قال “ان القنبلة النووية، التي يقصدها ستكون بإرسال صواريخ من قبل حزب الله على حاويات الأمونيا في ميناء حيفا داخل إسرائيل، ما سيؤدي إلى انفجار شبيه تماماً بالقنبلة النووية”، لافتاً الى “ان هذه الصواريخ التي ستسقط على هذه الحاويات في منطقة يسكنها 800 ألف نسمة، ستقتل منهم عشرات الآلاف”. وبالفعل حدث هذا السيناريو حرفياً، لكن في مرفأ بيروت.

وعلى رغم ان فرضية الاعتداء الاسرائيلي على المرفأ لا تزال محط تحليل وقراءات وصمت حزب الله “اللافت” تجاه عدم الاشارة الى تورّط اسرائيل بالحادثة، الا ان المعلومات المتداولة حول وقوع قتلى من جانب حزب الله في المرفأ معطوف عليها “صمت” جبهته كما إنكفاء جيشه الالكتروني عن مواقع التواصل الاجتماعي يضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة ما حصل غروب الثلثاء. وقد تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي معلومات  عن مصرع احد مسؤولي حزب الله  ومسؤولين كبار للحزب وعناصر بأعداد كبيرة، بعضهم إيراني الجنسية (خبراء في صناعة الأسلحة الباليستية قدّر عددهم بأكثر من 130) نتيجة الانفجار الكبير في مرفأ بيروت.

واذ نفت مصادر مقرّبة من الحزب لـ”المركزية” هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، دعت الى “عدم إستباق التحقيقات التي تتولاها الاجهزة المختصة”، كما شددت على ضرورة “عدم إستغلال المآساة التي حلّت باللبنانيين على حد سواء من اجل تحقيق مآرب سياسية”.