تلاقى كل منّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع عند مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية تظهر حقيقة ما حصل يوم الرابع من آب الماضي في مرفأ بيروت، مسبباً كارثة وطنية أقل ما يقال فيها إنها بحجم زلزال. وذهب جنبلاط في مؤتمره أمس، أبعد من ذلك إذ قال إنه “لا بد من حكومة حيادية، فهذه حكومة معادية في كل الميادين”، داعياً الى “انتخابات جديدة على اساس قانون لا طائفي ودائرة فردية”. فهل كسر جنبلاط الجرة؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله قال لـ”المركزية”: “الموقف امس له علاقة بإعلان عجز هذه السلطة، وضمناً هذه الحكومة والاكثرية، عن معالجة اوضاع لبنان”، لافتاً إلى “أن جنبلاط أطلق صرخة ونداء من اجل العمل للخروج من هذا الانهيار الشامل على كل الاصعدة سياسيا واجتماعيا وماليا وصحيا، هي صرخة لإعادة صياغة هذه السلطة وان نأتي بحكومة محايدة بغض النظر عن تركيبتها وليس الهدف ان نكون مشاركين فيها او غير مشاركين، المهم ان تعيد فتح لبنان على عمقه العربي والدولي، وتخرجه من العزلة التي يعيش فيها، حتى نتمكن من التوصل الى طلب المساعدات ومدّ اليد للخروج من الانهيار الكامل”، مشدداً على “ان هذا هو النداء الاساسي الذي كان يحاول جنبلاط ان يطلقه ليقول ويطالب كل القوى السياسية ان تترفع لكي تتمكن من معالجة امور الناس، والا يبقى هذا البلد رهينة لمحور من المحاور”.
واعتبر عبدالله أن الحكومة لم تنجز ايا من الاصلاحات التي طلبها المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وسيدر”، وشكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “الذي يقوم بمحاولة لحثنا على التقاط الانفاس وتوحيد الصفوف للخروج بخطة انقاذية اصلاحية”.
وعن الرسالة التي وجهها الى رؤساء الكتل والاحزاب الذين التقاهم قال: “بما انهم كانوا من كل الكتل والاتجاهات، فحكما ماكرون كان يتحدث في الاطار العام ومن موقع النصح والتسهيل لكي يساعد. وكرر ما قاله وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان “ساعدونا كي نساعدكم”، وطلب منهم القيام بخطوات ومواقف كي يتمكن من مساعدتنا. كما دعا ماكرون الثوار والشباب الرافض لكل هذه الطبقة السياسية، للانخراط في العملية السياسية، ودعاهم للتغيير، خاصة هذه الطبقة السياسية التي يرفضها جزء من الناس لعدم استطاعتها النهوض بالبلد، ووصّف ماكرون الوضع من دون ان يكون له موقف، وكرر اكثر من مرة “انا رئيس فرنسا ولست رئيس لبنان، يمكنني ان انصح واساعد ولكن لا يمكنني ان اقرر عنكم، وليس انا من يأخذ إجراءات”.
وعن خروج رؤساء الكتل والاحزاب من الاجتماع مع ماكرون مرتبكين قال: “السبب هو ان الجميع استوعب حجم الكارثة التي حلّت، واتصور أنهم، بعد الكلام الذي سمعوه من ماكرون، شعروا انهم يتحملون مسؤولية اكبر في ايجاد العلاجات والمخارج، لا احد سيحل مشاكلنا من الخارج، علينا ان نؤمن الارضية التوافقية والانقاذية كي نطلب من الخارج مساعدتنا”.
تحدث ماكرون عن ميثاق جديد، فهل يصب في إطار مشروع الحياد الذي يحمله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أجاب: “اتصور ان هناك شيئا من هذا الكلام، والمقصود بالميثاق ان نعود الى الصيغة التي كانت معتمدة، وهي اننا بلد منفتح على كل العالم، باستثناء طبعاً العدو الاسرائيلي”.
وعن مطالبة جنبلاط بلجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات الانفجار، أوضح “أننا نقترح ونطلب حتى يكون الشعب مرتاحا للنتائج وان يعرف حقيقة ما حصل، لأن اللبناني بطبيعته لديه شكوك من التدخلات السياسية في القضاء والامن، ولدينا تجارب سابقة في هذا الاطار، لهذا نقول ان فاجعة بهذا الحجم يجب ان تديرها لجنة تحقيق حيادية موثوقة مهنية كفوءة ولديها كل الامكانات والتجارب السابقة كي تعطينا رأيا محايدا عما حصل. ولكي نحمّل مسؤولية ونحاسب، يجب ان يكون التحقيق مثبتا وموثقا وعادلا وشاملا للجميع وغير انتقائي، لأننا نخاف دائما من الكيدية والانتقائية على الطريقة اللبنانية. أو أن تتولى التحقيق لجنة تعينها الحكومة، وتكون هذه اول بدعة”.
وختم عبدالله: “المهم ان تتم محاسبة كل المهملين مهما كان مركزهم او موقعهم وان يتم تقديم اجوبة لكل الاسئلة المطروحة حول الباخرة التي كانت تحمل نيترات الامونيوم وكل ملابسات الحادث”.