أجمعت الصحف البريطانية التي تناولت الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت على أن الفساد والإهمال من الأسباب الرئيسية لما آلت إليه البلاد.
فقد وصفت «ديلي تلغراف» الانفجار بأنه يفوق إمكانية تحمل أي شخص حتى اللبنانيين المشهورين بمرونتهم مع الفواجع المتلاحقة على البلد ومقابلتها بمزاج كئيب.
وترى الصحيفة أن الفساد والطمع بين الطبقة الحاكمة – من أمراء الحرب الذين استحوذوا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990- ساعدا في استنزاف البلاد. ومشكلة لبنان كما لخصها مروان المعشر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي هي أن «الفساد صبغ بمسحة ديموقراطية،
فهو لا يرتكز في رجل واحد، بل في كل مكان». وهذا ما أكده مقال صحيفة إندبندنت بأن الفساد هوى بلبنان إلى الحضيض، وأن انفجار الثلاثاء كان بمنزلة رصاصة الرحمة، وأشارت الصحيفة إلى الإهمال كعامل رئيسي ثان في هذا الانفجار المروع. من جانبها، وصفت «تايمز» الانفجار بأنه كارثة نتجت عن «إهمال إجرامي»، وأيضا حكام الدولة الذين خذلوا شعبها طويلا.
وأكدت الصحيفة ضرورة ربط تقديم المساعدات بالإصلاح الاقتصادي والحكم الرشيد. وقالت إن الديموقراطيات الغربية لديها أسباب وجيهة لدعم لبنان بدلا من تركه ينزلق إلى المزيد من فساد الحكم والفوضى، لكن يجب على الحكومة اللبنانية في النهاية أن تتحمل مسؤولية إعادة هيكلة الاقتصاد المريض وتنويع عائداته.
وتقول صحيفة الغارديان إن الغضب والفزع يتصاعدان في بيروت، بعد اعتراف المسؤولين بأن الانفجار كان متوقعاً، فمنذ ستة أشهر حذّر مسؤولون من أنه إذا لم يتم نقل الشحنة، فسوف «تفجر بيروت كلها».
وتضيف أن الكشف عن أن إهمال الحكومة ربما لعب دوراً في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت أثار غضباً جديداً تجاه الطبقة السياسية في لبنان بين السكان، الذين يعانون بالفعل من الأزمة المالية التي أغرقت نصف البلاد في براثن الفقر.