أكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال أن “لبنان ليس وحيدا على الاطلاق في ظل الفاجعة التي ألمت به نتيجة الانفجار المريع الذي هز العاصمة بيروت، فدول الاتحاد الأوروبي كافة وشعوبها هي الى جانب لبنان وشعبه، وأوروبا تجد في ذلك واجبا ملقى على عاتقها تجاه الشعب اللبناني”. وقال: “من الطبيعي ان نبادر الى تقديم المساعدة، وقد أسرعنا بتخصيص 33 مليون يورو بشكل أولي لمساعدة لبنان، ونحن حاضرون من أجل المساهمة في إعادة الإعمار. وجميعنا في حالة تأهب من أجل تقديم العون”.
وقال ميشال للصحافيين، بعد اللقاء: “لقد تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية، وكانت مناسبة تقدمت في خلالها الى عون بأحر تعازي المجموعة الأوروبية، الى جانب دعمها الكامل للشعب اللبناني. نحن في حالة ذهول قصوى امام هول الفاجعة التي ألمت بلبنان. وقد شاهدت الصور الأليمة التي بثتها مختلف وسائل الاعلام، لكن مشاهداتي بأم العين لما جرى يظهر مدى حجم هذه المأساة التي ضربت بشكل مباشر عددا كبيرا من العائلات. وتتوجه افكاري أولا الى السيدات والسادة والأطفال الذين هم ضحيتها، لاسيما منهم أولئك الذين فقدوا أما او أبا، والعائلات التي فقدت ابنة او ابنا، إضافة الى العديد ممن بات اليوم من دون مأوى”.
وأضاف: “ان الرسالة الأهم التي اود نقلها الى اللبنانيات واللبنانيين في هذه اللحظة، هي انكم لستم وحيدين. ان الاتحاد الأوروبي الى جانبكم، ليس من خلال التصاريح والكلمات فحسب، انما من خلال الأفعال. ومن هنا فانه في الساعات التي تلت مباشرة هذه المأساة، عمدنا الى تعبئة فرق أوروبية عدة متخصصة لتقديم كافة أنواع الدعم الى اللبنانيين. كما اني بادرت الى اجراء العديد من الاتصالات منذ مساء امس تحضيرا لهذه الزيارة اليوم الى بيروت لاسيما مع عدد كبير من القادة الأوروبيين. ولقد اجمعوا على تصميمهم الحازم لمساعدة لبنان لا على المدى القصير فحسب، لمواجهة طوارئ هذه الازمة، انما ايضا على المدى البعيد من اجل إعادة اعمار ما تهدم وإعادة بناء البنى التحتية”.
وقال: “اننا نعرف بأن لبنان كان يواجه، قبل هذه الفاجعة، تحديات جسيمة، لاسيما الأعباء الناجمة عن إيواء العدد الكبير من النازحين السوريين. واننا ندرك حجم الصعاب التي يعانيها لبنان جراء هذا الامر. ولأجل ذلك كان الدعم الأوروبي للبنان في مواجهة هذه الأعباء كافة، إضافة الى مواجهته ازمة سياسية واقتصادية، وأزمة كورونا التي تعصف بالعالم بأسره وهي لا تستثني لبنان”.
وختم: “تطرقنا كذلك خلال اللقاء الى الإصلاحات الواجب اتخاذها لدعم الحكومة في لبنان وإصلاح القطاع المصرفي ومكافحة الفساد من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة، وهي كلها تأتي في سياق تدابير من الواجب اتخاذها. كما انها مهمة بالنظر الى الحوار الجاري مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. وانا لن اتخلف، بعد عودتي الى بروكسيل عن حث زملائي في المجموعة الأوروبية للعمل معا من اجل البقاء ملتزمين في شراكة متينة وفاعلة مع لبنان. كما سألتقي لهذه الغاية مديرة صندوق النقد الدولي التي بإمكانها ان تساهم في الدعم الاقتصادي للبنان. ويبقى ان وجودي هنا اليوم، ولا سيما في المكان الذي وقع فيه الانفجار، يدعوني الى التوجه بفكري الى جميع أصدقائي اللبنانيين في بيروت الذين تضرروا مباشرة. انني آت من بلد، كما تعرفون، هو بلجيكا التي لديها جالية لبنانية ومن المتحدرين من أصل لبناني فاعلة ونشطة. وانا اعرف كم ان لبنان يعاني اليوم جسديا، وكم تعاني بيروت في قلبها وجسدها. وها اني هنا لأكرر لاصدقائي اللبنانيين واللبنانيات ان الاتحاد الأوروبي هو الى جانبكم”.
بدوره، رحبّ عون بميشال والوفد المرافق، متمنيا “لو أن زيارته للبنان جرت في ظروف افضل”. وقال: “ان الشعب اللبناني يعيش ظروفا أليمة، ونحن شاكرون لكم وللاتحاد الأوروبي وقوفكم الى جانب لبنان وشعبه، إضافة الى تقديمكم على وجه السرعة كافة اشكال المساعدات الإنسانية تأكيدا على عمق الروابط التي تجمع لبنان الى دول الاتحاد وشعوبه”.
وأشار الى ان “لبنان يتطلع الى مساعدة دول الاتحاد في إعادة الإعمار، لا سيما في ما خص الأمكنة الأكثر تضررا وعلى وجه الخصوص العائلات التي فقدت منازلها نتيجة الانفجار”، كاشفا ان “ذلك يشكل أولوية بالنسبة الى إعادة إعمار بيروت”.
إلى ذلك، تلقى عون برقية تعزية من ملك بلجيكا فيليب، جاء فيها: “لقد صعقت بنبأ الانفجار الهائل الذي أدى الى تدمير مرفأ بيروت ومعظم الأحياء المجاورة. وتنضم إلي الملكة وجميع أبناء العائلة المالكة لنتقدم منكم، ومن خلالكم الى الشعب اللبناني، بأحر التعازي”.
وأضاف: “إننا نفكر بشكل خاص بعائلات الضحايا، كما بذوي الجرحى والمصابين، إضافة الى الى الذين دمرت منازلهم. إليهم جميعا نرفع الدعاء لكي يحافظوا على شجاعتهم وقوتهم لتجاوز هذه المأساة المريعة”.
وختم: “ان الشعب البلجيكي يقف الى جانب الشعب اللبناني. ونحن مدركون الكرامة الجمة التي يتمتع بها الشعب اللبناني وقدرته على النهوض مجددا على الدوام. وإننا نؤكد لكم اننا الى جانبكم، داعمين إياكم من أجل إعادة بناء مستقبل سلام وازدهار”.
كذلك، تلقى رئيس الجمهورية برقيتي تعزية وتضامن من الرئيسين الصربي الكسندر فوتشيش والقبرصي نيكوس اناستاسياديس، أعربا فيهما عن مشاعر التضامن مع الشعب اللبناني بعد الانفجار الذي هز بيروت.
وجاء في برقية الرئيس الصربي: “اننا في صربيا نتقاسم والشعب اللبناني الصديق الألم بعد الانفجار الكبير الذي هز بيروت، فيما تتوجه تعازينا الحارة الى ذوي الضحايا. واننا نرفع كذلك الدعاء من اجل شفاء الجرحى في اسرع وقت. كما ان صربيا هي على اتم الاستعداد من اجل تقديم كافة ما يلزم من مساعدات من اجل إعادة بناء الاحياء المتضررة من العاصمة اللبنانية”.
كما جاء في برقية الرئيس القبرصي: “ببالغ مشاعر الأسى تبلغت نبأ الانفجار المدمر الذي هز بيروت. واني أتقدم، بإسمي الشخصي واسم الشعب القبرصي، بأحر التعازي الى حكومة لبنان وشعبه. وارفع الصلوات لراحة أنفس الضحايا، وبلسمة جراح المصابين. وانه بامكانكم الاعتماد على دعم قبرص وتضامن شعبها بأسره مع الشعب اللبناني. كما اننا على اتم الاستعداد لارسال ما يلزم من اسعافات أولية وانسانية للمساهمة في مساعدة الشعب اللبناني على مواجهة هذه المأساة”.