Site icon IMLebanon

بعد انفجار بيروت.. نيترات الأمونيوم تحت المراقبة المشددة في فرنسا 

أثار تفجير مرفأ بيروت المخاوف لدى الجمعيات البيئية الفرنسية لأن نيترات الأمونيوم التي كانت بمثابة وقود الانفجار هي مادة تدخل في صناعة الأسمدة ومنتشرة على نطاق واسع في فرنسا، ويشكل تخزينها بكميات كبيرة تهديدًا أمنيًا في حال لم تحفظ بظروف ملائمة.

وتستخدم هذه المادة بشكل رئيسي في إنتاج الأسمدة النيتروجينية، وهي عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يشتريه المزارعون الفرنسيون وكبار المستهلكين بكميات صغيرة أو كبيرة، ويمكن استخدامها أيضًا في دفع الصواريخ أو لتصنيع المتفجرات، لكنها ليست وقودًا وغير حساسة للصدمات أو الاحتكاك، ومن الصعب إشعالها، وتعتبر عادة مستقرة وقد يتطلب الأمر عدة عوامل لتنفجر، ولكن إذا تم استيفاء الشروط فيمكن أن تتسبب في انفجارات عنيفة محدثة موجة انبعاثات قوية للغاية وسحابة دخانية حمراء مميزة، حيث إنها تسببت في العديد من الحوادث الصناعية على امتداد 100 عام.

بدورها، تشير الباحثة ماري أستريد سوينن، من معهد البيئة الصناعية والمخاطر (Ineris) في فرنسا إلى أنه “يجب قبل كل شيء تجنب خلط مادة نيترات الأمونيوم بالهيدروكربونات أو تعريضها لدرجات حرارة عالية”.

أطنان وكميات كبيرة

في فرنسا، هناك سعة تخزين أكبر بكثير من لبنان على سبيل المثال في Ambès بالقرب من بوردو تقوم الشركة العالمية الرائدة Yara بتخزين أكثر من 20000 طن مقارنة بـ 3000 طن في مستودعات مرفأ بيروت، وتقلق هذه الكميات الضخمة منظمات غير حكومية صديقة للبيئة، ما دفع بعضها إلى مطالبة الدولة الفرنسية بحظرها.

وكما هو الحال في جميع أنحاء أوروبا، زادت إجراءات المراقبة بشكل أكبر في فرنسا على هذا النوع من المواد بعد سلسلة من الكوارث عبر العالم تسببت بها هذه المادة الخطرة، كان آخرها في لبنان، فيما وقعت أولى الحوادث عام 1921 بمصنع “بي إي إس إف” في ألمانيا وأسفرت عن مقتل 561 شخصًا.

دمار في تولوز.. وحادث متعمد غرب تكساس

وفي مصنع “أ زد إف” في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز (جنوب غرب البلاد) عام 2001، أدى انفجار سُمع دويه على بعد 80 كيلومترا إلى مقتل 31 شخصا وإلحاق دمار في رابع أكبر مدينة في فرنسا.

أما في الولايات المتحدة فقد انفجر مخزون من نيترات الأمونيوم في حادث متعمد مسببا انفجارا ضخما في مصنع “ويست فيرتلايزر” للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس عام 2013 ما تسبب بمقتل 15 شخصا.

وبحسب الباحثة ماري أستريد سوينين من المعهد الوطني للبيئة الصناعية والمخاطر هناك معايير خاصة وإرشادات صارمة على المصانع اتباعها فيما يخص طريقة حفظ نيترات الأمونيوم، فعلى سبيل المثال الكمية التي تسببت في حادثة تولوز كان يفترض على مصنع “أ زد إف” تخزينها في أكوام صغيرة وليس بكميات كبيرة لكن المشكلة هنا أن هذه الشروط الصارمة تبقى فقط على الوثائق وعلى الورق ولم يحترمها الصناعيون وقتها بشكل كامل وكانت الدولة متساهلة في ذلك.