صالح حميد – “العربية”:
أعلن محمد رضا محبوب فر، عضو “لجنة مكافحة كورونا” في إيران، إن ضحايا كورونا في البلاد أكثر بـ20 ضعفاً من الأرقام الرسمية المُعلنة، لكن السلطات لا تريد كشف الإحصائيات الحقيقية “لاعتبارات أمنية وسياسية”، على حد تعبيره.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية قد أعلنت الأحد أن عدد الوفيات بكورونا بلغ 18427 وفقاً للأرقام الرسمية، ما يعني بحسب محبوب فر، أن العدد الحقيقي للمتوفين وصل إلى أكثر من 368 ألفا.
وكشف محبوب فر، لصحيفة “جهان صنعت” الإيرانية الأحد، عن أن “الخلافات بين أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا ومجلس الوزراء خطيرة” فيما يخص الإعلان عن حجم تفشي الوباء.
وأضاف أن “انخفاض الإصابات في الأيام الأخيرة كان مؤقتاً، الأمر أدى إلى خلق تفاؤل زائف للحكومة والشعب”.
وأكد المسؤول الإيراني أنه “قبل شهر بالضبط من الإعلان الرسمي عن تفشي الفيروس التاجي في البلاد، أي أواخر شهر كانون الأول، تم تشخيص أول مريض بكورونا، لكن الحكومة تكتمت في حينها عن ذلك لأسباب سياسية وأمنية”.
وأضاف أنه “بعد احتفالات ذكرى الثورة في 11 فبراير/شباط ثم الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير/شباط، قررت الحكومة الإعلان عن انتشار كورونا في البلاد”.
وكان مسؤولون إيرانيون قد كشفوا أن طلاب الحوزات في قم القادمين من الصين وبعض الطلاب الإيرانيين في ووهان الصينية هم الذين نقلوا الفيروس إلى داخل إيران، وذلك بعد إنكار طويل، قبل أن يعترفوا بالتكتم على حقيقة انتشار المرض بهدف ضمان أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات وفي مسيرات ذكرى الثورة.
وكانت استجابة إيران للأزمة الصحية عشوائية، حيث رفض رجال الدين والحرس الثوري إغلاق المواقع والمزارات الدينية والمساجد في الأسابيع الأولى للوباء.
وكان المتحدث السابق باسم وزارة الصحة الايرانية، كيانوش جهانبور قد أثار جدلاً لدى انتقاده أداء الصين وعدم شفافيتها حول تفشي فايروس كورونا، حيث تجادل مع السفير الصيني في طهران، تشانج هووا عبر “تويتر” واصفاً إحصائيات بكين عن الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا بأنها “مزحة مريرة ضللت العالم”.
وأغضبت تلك التصريحات السفير الصيني ما دفع بالحرس الثوري إلى إصدار بيان طالب فيه جهانبور “بالاعتذار وبتصحيح الخطأ”، وذكر أن تصريحاته “غير دقيقة وغير مسؤولة ومضرة بالمصالح القومية وأدت إلى استياء السفير الصيني وحكومة بلاده”.
وكان العديد من السياسيين والنواب الإيرانيين قد انتقدوا استمرار رحلات خطوط “ماهان” المملوكة للحرس الثوري، من وإلى الصين، وبالتالي حملوها مسؤولية تفشي المرض في البلاد، وقد انتقل الفيروس بعد ذلك من إيران إلى العديد من دول المنطقة.