لم تخف اسرائيل اطماعها في ثروات لبنان وارضه على مر التاريخ، ولطالما اقدمت على احتلال اجزاء منه قبل ان تعود وتنسحب بفعل تمسك بنيه بارضهم وحقهم والضغوط الدولية والاممية التي كانت تتعرض لها. الا انها وعلى رغم كل ذلك تعود اليوم الى ممارسة الاعيبها التوسعية مجددا في محاولة للسيطرة على بعض المساحات البحرية في ما يعرف بالمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان بعدما تبين احتواؤها على مخزون نفطي وغازي كبير، منطلقة في ذلك من الخلاف حول بعض النقاط القائمة على الحدود البرية وما يسمى بالخط الازرق الفاصل بين الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة حيث تنتشر قوات الطوارئ الدولية .
وقد دخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط النزاع اكثر من مرة الى ان وصل الامر الى العودة المتجددة للسفير الاميركي دايفيد هيل الذي يصل الى بيروت ليل الخميس المقبل ويلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، صباح الجمعة، الممسك لبنانيا بالملف قبل ظهر الجمعة والذي سيطلع على ما يحمله الموفد الاميركي، خصوصا وان الموقف اللبناني بات واضحا وهو التمسك بعملية الترسيم البري والبحري معا انطلاقا من نقطة رأس الناقورة على الخط الازرق الامر الذي ترفضه اسرائيل باعتبار ان ذلك يؤدي الى خسارتها قرابة 450 كيلومترا مربعا من المنطقة الاقتصادية البحرية الغنية بالثروة النفطية والتي بينت الاستطلاعات وجود ابار غازية فيها يقدر مخزونها بمئات الاف المليارات .
وفي حين تؤكد الاوساط اللبنانية العليمة لـ”المركزية” ان مجمل الوساطات التي قام بها الجانب الاميركي على خط النزاع بين الطرفين اللبناني والاسرئيلي لا تزال تدور حول هذا البند الوحيد على جدول الاعمال اللبناني، وان لبنان لا يزال منذ البداية ينتظر الموافقة على موقفه، وتشير الى ان استعجال تل ابيب لعملية التنقيب في المساحات موضع النزاع من جهة وعدم اطمئنانها الزمني والامني (نتيجة وجود حزب الله) من جهة ثانية لسلامة المنشآت النفطية التي تتطلبها عمليات التنقيب في البلوكات المشتركة مع لبنان ومنها البلوك (الرقم 4 ) الذي قد يبادر لبنان الى المباشرة في استدراج العروض لتلزيمه قريبا على ما اعلن، هو ما دفع بالوساطة الاميركية الى الواجهة مجددا انطلاقا من حاجة طرفي النزاع الى التنقيب راهنا في ظل الاوضاع العالمية المتعثرة اقتصاديا نتيجة وباء “كورونا ” خصوصا وان الاميركيين قادرون على دفع اعمال التنقيب قدما في لبنان اذا ما سلكت المحادثات المسار الايجابي نتيجة ما يحمله السفير الاميركي وهو ما سوف تؤشر اليه العودة المنتظرة للوسيط الاميركي دايفيد شينكر اذا ما تمت قبل اواخر الشهر الجاري .