كتب المواطن على طالب عبر فيسبوك قائلًا: “علي صوّان، الشّهيد الّذي لم يذكره أحد. إنّها السّاعة الرّابعة والنِّصف، في الرّابع من آب. التّاريخ الّذي لن ينساه أحد. يتوجّه علي برفقة أخيه إلى مرفأ بيروت لصيد السّمك، بهدف كسب قدرٍ بسيط من المال بعد الانتهاء من دوام العمل. وهو كان قد استحصل على رخصة من الجيش تُمّكنه من الوصول إلى عمق المرفأ حيث الصّيد وفير ربّما، إلّا أنّ تلك الرّخصة، مكّنت علي من الدخول إلى عمق البحر وبسيّارته دون الخروج منه إلّا ميتًا”.
وأضاف: “علي وأخوه، يصطاد كلّ منهما في مكان. شيء غريب يحصل في المرفأ. بدايات حريق. حريق. يسرع علي إلى سيّارته ليُبعدَها. انفجار. علي في اللّامكان. حسين في إحدى المستشفيات بعد يومين من البحث. الثّالث عشر من آب. فرق الإنقاذ تُخرج عليّ وسيّارته. تسعة أيّام وعلي في الماء”.
وتابع: “لا تلم أحدًا يا علي من الإعلاميّين. فليس هناك “حدث” وراء قصّتك. ليس هناك زجاج مكسّر ولا بيانو يعزف تحت الرّكام. هناك أنتَ فقط. هل متّ في الانفجار يا عليّ؟ أم متّ غرقًا؟ هل متّ وأنت تحلّق في السّماء؟ أم متّ في سيارتك؟ أم متّ في البحر؟ هل نهش السّمك من عينيك؟ ليس هناك من يخبرنا يا عليّ”.
وختم: “أنا أنتمي إلى علي صوّان وعلي مشيك. إلى الفقيرَيْن. إلى الّذين يؤثران الكرم ولو على جوع. بقيت في الماء تسعة أيّام. ونحن ينشف ماء وجهنا كلّ يوم”.