تتركز الاهتمامات اليوم على المحادثات التي سيجريها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، الذي بدأ زيارة للبنان أمس تستمر حتى غد. وقد استهلّ زيارته بجولة على المرفأ المدمّر والمناطق المنكوبة، وقال في محلّة الجميّزة: “انّ مكتب التحقيقات الفدرالي سينضَم قريباً إلى المحققين اللبنانيين والأجانب، للمساعدة في الإجابة عن الأسئلة التي أعرف أنّ كل شخص يطرحها إزاء الظروف التي أدت إلى هذا الانفجار”. وأضاف أنّ “المشاركة تأتي تلبية لدعوة من السلطات اللبنانية”.
وينتظر ان تستمر زيارة هيل الى غد السبت، وعلى جدول أعماله اليوم لقاءات مع مسؤولين سياسيين ورجال دين وشباب وممثلين عن المجتمع المدني. وقال لدى استماعه إلى شروحات مُسهبة من شبّان متطوعين في أعمال رفع الأنقاض والإغاثة، إنّ بلاده “مستعدة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم وتعمل بصدق من أجل تغيير حقيقي”، لافتاً الى أنه سيجتمع مع المسؤولين ويطلب منهم إجراء الاصلاحات. وقال: “نتعاون مع 4 أو 5 منظمات موجودة في لبنان، في وقت يحتاج العديد إلى تقديم الدعم. لكن يجب ان نعلم ما الذي يحتاجونه بالتحديد”. وأكد “أننا سنسجّل معلومات الأشخاص الذين ساعدناهم، وسنعمل على التواصل معهم لكي نعرف إذا وصلتهم المساعدات أم لا”.
وقال: “سيكون لديّ المزيد لأقوله الجمعة، بعد لقاءاتي، عن رسالة أميركا إلى الشعب اللبناني. لديّ يوم كامل مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وكذلك مع المجتمع المدني والزعماء الدينيين والشباب. أنا هنا للاستماع إلى جميع اللبنانيين وجميع الأصوات التي تريد أن تسمع، وسوف أحمل هذه الرسائل معي الى واشنطن”.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أنّ هيل “سيؤكد خلال زيارته إلى بيروت، دعمنا لحكومة تمثّل اللبنانيين وتلتزم التزاماً حقيقياً بأجندة الإصلاح هذه وتعمل وفقاً لها”. ولفتت إلى أنّ “هيل سيؤكد الحاجة الملحّة لإرساء الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإنهاء الفساد المستشري، وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من خلال المؤسسات العاملة”.
والى الجولة الرسمية التي تشمل الجمعة رئيس الجمهورية والمسؤولين اللبنانيين الكبار، تقرّر أن يلتقي هيل في بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي سينتقل اليها من الديمان.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الراعي دعا عدداً من الشخصيات الصديقة للمشاركة في اللقاء، لإطلاع الضيف الاميركي على المشروع الذي أعدّه في شأن حياد لبنان، اضافة الى التشاور في الاوضاع اللبنانية وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وما تفترضه المرحلة المقبلة من خطوات لمواجهة التحديات.
وفي ضوء التعديلات الطارئة على برنامج هيل، نُقلت سلسلة من المواعيد، ومنها مع رؤساء الاحزاب اللبنانية، الى يوم السبت.