أكدت إيران أنها مصرّة على أن تكون حاضرة بقوّة في لبنان في هذه المرحلة بالذات، خصوصا مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
ولوحظ أن هيل استهلّ زيارته إلى بيروت بزيارة مكان الانفجار الذي وقع في ميناء العاصمة اللبنانية ودمّر جزءا من المدينة.
وحرص المسؤول الأميركي، الذي كان سفيرا لبلده في لبنان، على الاختلاط بالمواطنين في حيّ الجمَّيزة المسيحي شبه المدمّر والاستفسار عن أوضاعهم وعن كيفية عمل فرق الإنقاذ والمساعدة.
يذكر أن معظم فرق الإنقاذ تضمّ متطوعين شبانا من كلّ المناطق اللبنانية، بما في ذلك مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني ذات الأكثرية السنّية.
ولاحظت أوساط سياسية أنّ معظم الشيعة من مؤيدي حزب الله وحركة أمل امتنعوا عن تقديم أي مساعدة للمناطق المسيحية المنكوبة أو إظهار أي تعاطف معها.
وقبيل وصول هيل إلى بيروت، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيصل إلى العاصمة اللبنانية الجمعة. وبدا واضحا أن ظريف وقّت وصوله إلى بيروت بالتزامن مع وجود المسؤول الأميركي في العاصمة اللبنانية.
وأوضحت مصادر سياسية أنّ إيران صارت مهتمّة الآن أكثر من أيّ وقت مضى بتأكيد أن ورقة لبنان في يدها وأنّ الانفجار الذي هزّ بيروت في الرابع من الشهر الجاري لن يؤثّر على الوجود الإيراني في لبنان ولا على نفوذ الجمهورية الإسلامية التي تمتلك جيشا خاصا بها، هو حزب الله، يسيطر على قسم كبير من الأراضي اللبنانية.
أنصار حزب الله وأمل امتنعوا عن مساعدة المناطق المسيحية المتضررة
وأشارت المصادر السياسية إلى أن المفارقة تكمن في أنّ وزير الخارجية الإيراني لن يستطيع، على الرغم من تظاهره بالدماثة، الاختلاط بالمواطنين اللبنانيين في الأحياء الشعبية كما فعل المسؤول الأميركي وكما فعل قبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت هذه المصادر إن أقصى ما يستطيع ظريف عمله هو تفقد مكان الانفجار في ميناء بيروت وسط حراسة مشدّدة.
واعتبرت المصادر السياسية أنّ قرار إيران القاضي بإرسال ظريف إلى بيروت يشير إلى رغبتها في أن تكون طرفا في تقرير المستقبل السياسي للبنان في ضوء كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة البحث عن “صيغة سياسية جديدة” للبلد.
وكشفت أن إيران كانت سترسل نائب الرئيس اسحق جهانغيري إلى بيروت الأحد الماضي، لكنّ هذه الزيارة أُلغيت دون تقديم مبررات وحلّ وزير الخارجية مكان جهانغيري، بما يشير إلى أن الاتصال الذي تم يوم الأربعاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وماكرون ستكون له ترجمة مَّا على الأرض.