تعليقاً على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الاخيرة الى صوغ قانون انتخابي جديد على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي، واعتباره ان الاستقالة من مجلس النواب مؤامرة وتآمر، قالت مصادر مسيحية في 14 آذار لـ”نداء الوطن”: “من الواضح ان الرئيس بري يوجه رسالة الى الكتل المسيحية تحديداً التي ذهبت باتجاه إما الاستقالة وإما التلويح جدياً بالاستقالة مفادها انه، في حال قررت الذهاب قدماً في هذا التوجه، سيدعو قدماً الى اقرار قانون انتخابي جديد بما تبقّى من اعضاء في مجلس النواب لاقرار قانون لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية من دون قيد طائفي، أي تغيير وجه لبنان وضرب الديموقراطية التوافقية لمصلحة الديموقراطية العددية وتغليب فئة من اللبنانيين على الفئات الاخرى، وفئة واحدة تستطيع انتخاب 128 نائباً وبالتالي دفن لبنان الـ43 لبنان النموذج والرسالة لمصلحة لبنان جديد يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحالة الموصولة بالمحور الايراني، اي دولة فاشلة على غرار ما هي اليوم. وبالتالي كل الهدف من هذا الموضوع هو انه بدلاً من تغيير النظام او تعديله يكفي قانون الانتخاب بان تتحكّم هذه الفئات بكل مفاصل السلطة وليس فقط بالسلاح، وانما ايضاً من خلال الديموقراطية العددية فيصار الى دفن لبنان. وبالتالي موقفه يشكل رسالة بهذا المعنى بأنه على استعداد للذهاب قُدماً في تحقيق المشروع التاريخي لهذا الفريق اي الديموقراطية العددية والعودة الى زمن الحرب الاهلية بطروحات انقسامية”.
أضافت المصادر: “أما في حديث بري عن المؤامرة، فرئيس المجلس يتعامل مع مجلس النواب وكأنّه جزء لا يتجزأ من تركيبة داخلية، ومن حواضر البيت، لكنّ مجلس النواب هو منتخب من كلّ الشعب اللبناني وليس من فئة من اللبنانيين، ورئيس المجلس لا يستطيع ان يتحكّم بإرادة الكتل النيابية وبإرادة النواب المنتخبين من الشعب. بموقعه، هو يضبط ايقاع الكتل والنواب والجلسات، ولكنّه ليس وصيّاً على مجلس النواب، وهو يتصرّف كوصيّ في هذا المجال. ولذلك، موقفه مستغرب جداً، فحقّ ديموقراطي لكلّ كتلة او لكلّ نائب ان يستقيل، ولا دخل له في هذا الامر، لا من قريب ولا من بعيد، والاستقالة ليست رسالة موجّهة اليه بشكل مباشر، بل موجّهة الى المنظومة القائمة، والى الفشل الموجود، والى الكارثة التي حلّت بلبنان، وبالتالي المؤامرة هي المؤامرة القائمة منذ 13 تشرين 1990 الى اليوم والتي استُكملت من خلال ممارسة هذا الفريق وهذه الثنائية الشيعية والفشل في ادارة الدولة. هذه هي المؤامرة الحقيقية، ولا توجد مؤامرة غيرها، والتخلّص من هذه المؤامرة يكون من خلال الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، وتحكيم ارادة الناس الفعلية، وقيام دولة المؤسسات بدلاً من الدويلة القائمة والمستبدّة والمُمسكة بمفاصل السلطة والعودة الى لبنان الحياد والنموذج والرسالة”.