أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أننا “نحن في هذا الظرف المر الذي نعيشه ويعيشه العالم بسبب الكورونا، نتوجه للرب يسوع سيد الارض والتاريخ والى مريم سيدة كل شعوب الارض وبالنسبة لنا خاصة سيدة لبنان، ونقول وطننا مشلول اصلا بالازمة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والكورونا، وبالانفجار لنصبح على الحضيض. أيها الرب القدير ويا امنا العذراء، اليكم نرفع اصواتنا ونسلم ذاتنا ووطننا لكم ونصلي ونقول لشعبنا لا تخافوا ولا تيأسوا رغم الضربة القوية، رغم الخسائر البشرية التي لا تعوض، رغم الجرح البليغ في قلوب اهلهم واصحابهم، لكنني اقول ان ابناءكم يكملون ذبيحة هذا الحمل المذبوح يسوع المسيح الذي اصبح سيد العالم من اجل خلاص وطننا، وانا مؤمن ان خلاص وطننا سيكون من وراء هذه التضحيات وهذه الدموع التي ذرفها الاهل والجرحى والمنكوبون والمشردون الذين خسروا جنى عمرهم، واقول لهم ايضا لنرفع صلواتنا الى الله والى سلطانة السماء والارض التي لا تتركنا وحدنا في هذه الارض والجدرانيات الموجودة في الكنيسة علامات حضور الله معنا”.
وأضاف، في عظته خلال ترؤسه قداسا في كنيسة سيدة قنوبين لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء: “نصلي بنوع خاص من اجل المسؤولين عندنا الذين يجب ان يطووا الصفحة ويدركوا ان هناك زمنا جديدا بدأ مع الانفجار الذي حصل في المرفأ، ويجب ان يحصل التغيير اولا في قلب كل انسان، وكلنا أصابنا الحزن عندما أحسسنا ان السماسرة بدأوا البحث عن كيفية شراء البيوت ليستولوا على الارض ليس فقط البيوت التاريخية والجميلة هندسيا. اسميتهم بالغربان الذين يحومون حول الجثث بدون حياء، هؤلاء يمكن وضع حد لهم ولكن هناك غربان من نوع آخر، الغربان السياسيين الذين يستغلون كل هذا الواقع ويهتمون بحساباتهم الشخصية ولم يشعروا ان الامور تغيرت ولم يشعروا بأن في الشوارع شعبا صوته اقوى من صوت المدفع. هؤلاء السياسيون لا يمكنهم ان يستمروا لان العمل السياسي ليس تجارة بل فن شريف لخدمة الخير العام وليس فنا للربح الشخصي او فنا للتضحية بالوطن والشعب”.
وبعد القداس، جال الراعي على الاقسام التي تم ترميمها وتأهيلها، ثم شارك في الغداء القروي الذي اعدته الراهبات بالمناسبة.