أشار وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، في كلمة ختامية إلى اللبنانيين، إلى أنه أتى إلى لبنان بناءً على طلب وزير الخارجية مايك بومبيو “للتعبير عن التزام أميركا بالشعب اللبناني في هذه اللحظات العصيبة”، لافتًا إلى أن “أميركا تأسف للخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات، وتدمير المنازل والمكاتب والبنية التحتية، وتزايد العواقب الاقتصادية في بيروت، وقال: “كوننا شريكًا وصديقًا ثابتًا لكم، سنقف إلى جانب لبنان فيما تعيدون البناء وتتعافون من هذه الكارثة”.
وأضاف: “منذ السادس من شهر آب الجاري، عملت أميركا على مساعدة الشعب اللبناني بشكل يوميّ من خلال توفير ما قيمته 18 مليون دولار من المواد الغذائية والأدوية التي تشتد الحاجة إليها وإلى غيرها من مواد الإغاثة الأساسية. إضافةً إلى ذلك، نحن على استعداد للعمل مع الكونغرس للتعهّد بما يصل إلى 30 مليون دولار من الأموال الإضافية لتمكين تدفق الحبوب عبر مرفأ بيروت على أساس أن يكون عاجلًا ومؤقتًا”، موضحًا أن “هذه المساعدة ستلبي فقط الاحتياجات الإنسانية الفورية الناجمة عن الانفجار وسوف تكون تحت الإدارة المباشرة لبرنامج الغذاء العالمي عبر المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص”.
وتابع: “عقب هذه المأساة، نتوقع، مثل آخرين كثر، إجراء تحقيق موثوق وشفاف حول الظروف التي أدّت إلى الانفجار. وسيكون مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قريبًا هنا للمساعدة. هذا الحدث المأسوي كان، بطريقة أو بأخرى، من أعراض أمراض في لبنان هي أعمق بكثير، وهي أمراض استمرت لفترة طويلة جدًا، وكل من في السلطة تقريبًا يتحمل قدرًا من المسؤولية عنها. أنا أتحدث عن عقود من سوء الإدارة والفساد والفشل المتكرر للقادة اللبنانيين في إجراء إصلاحات مستدامة وذات معنى”.
ولفت إلى أن خلال زيارته الأخيرة في كانون الأول الماضي “عبّرت للمسؤولين اللبنانيين المنتخبين عن الحاجة الملحة إلى أن يضعوا جانبًا الهموم الحزبية والمكاسب الشخصية، ويضعوا مصلحة البلد أولًا”، معتبرًا “أننا اليوم نرى تأثيرات فشلهم في تحمل تلك المسؤولية”.
وقال: “على مدى الساعات الأربعة والعشرين الماضية، استمعت إلى عدد من وجهات النظر للقادة المنتخبين، إضافةً إلى المجتمع المدني والشباب ورجال الدين. إن الطلب الأكثر شيوعًا للتغيير الحقيقي لا يمكن أن يكون أكثر وضوحًا. هذه لحظة الحقيقة للبنان. أميركا تدعو القادة السياسيين في لبنان إلى الاستجابة لمطالب الشعب المزمنة والشرعية، ووضع خطة موثوقة ومقبولة من جانب الشعب اللبناني للحكم الرشيد، والإصلاح الاقتصادي والمالي السليم، ووضع حدّ للفساد المستشري الذي خنق طاقة لبنان الهائلة”.
وذكر أن “أميركا قد كانت صديقةً للبنان لأكثر من قرنين. ولكن كما طالب العشرات من النشطاء والمتطوّعين الشباب الذين قابلتهم بصراحة: يجب ألّا يكون هناك إنقاذ مالي للبنان. أميركا وشركاؤها الدوليون سوف يستجيبون للإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستدام، عندما يرون القادة اللبنانيين ملتزمين بتغيير حقيقي، بتغيير قولًا وفعلًا”.
وختم قائلًا: “لكننا لا نستطيع، ولن نحاول، إملاء أي نتيجة. هذه لحظة للبنان لتحديد رؤية لبنانية – لا أجنبية – للبنان. أي نوع من لبنان لديكم وأي نوع من لبنان تريدون؟ فقط اللبنانيون هم من يستطيعون الإجابة على هذا السؤال”.