كتب عمر حبنجر في صحيفة “الانباء الكويتية”:
المزيد من الأيدي تمتد لانتشال لبنان الغارق في حفرة انفجار العنبر رقم «12» بمرفأ بيروت، فبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطل مساعد وزير الخارجية الأميركية ديڤيد هيل الذي دشن زيارته بتفقد آثار الانفجار في الجميزة ومار مخايل، والتحدث الى متطوعي الحراك المدني الذين عوضوا بمعظمهم غياب مؤسسات الدولة المتروكة، وعلى خطاه مشت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي التي وصلت الى بيروت امس لتكون في استقبال حاملة الطائرات الفرنسية المحملة بالمساعدات غير العسكرية وصولا إلى الزيارة التضامنية المفاجئة لوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي بقي بعيدا عن الأحياء المدمرة.
بعض الأوساط وضعت علامات استفهام كبيرة أمام تزامن وجود هيل الأميركي وظريف الإيراني وبارلي الفرنسية في بيروت وهل ان لبنان الطبق الوحيد على مائدة زواره ام انه الطبق الاقليمي الاوسع بما يعني هؤلاء القوم؟ ومع علامة الاستفهام قلق لبناني من صفقة اقليمية يجري التحضير لها على نار حامية بدليل تقاطر القطع البحرية المميزة الفرنسية والبريطانية والأميركية الحاضرة الدائمة في شرق المتوسط.
وتتوقع مصادر سياسية متابعة ان تتبلور الصورة خلال الأيام القليلة المقبلة وبعضها وضع العشرين من آب موعدا لجلاء الصورة سلبا ام ايجابا، حلا او صداما. وواضح ان هذا التوقيت مرتبط بموعد صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه في الثامن عشر منه وردود الفعل المنتظرة حياله من ««حزب الله» والذي لن يكون الحكم لصالحه بحكم انتماء المتهمين اليه او من جانب قوى من خارج اطار «تيار المستقبل» تجد في المناسبة فرصة للإدلاء بدلوها.
وتقول الإعلامية الناشطة ديما صادق في تغريدة لها امس إن الحزب «أقال الحاج ساجد من منصبه في الحزب وعين مكانه قاسم عياد وقريبا سنسمع بتعديل أساسي لشخصية محورية».
وأضافت: «محاسبة داخلية بسبب الإخفاق الرهيب في المرفأ».
وبهذا يبدو ان «حزب الله» أنجز تحقيقاته وأصدر أحكامه الداخلية فيما التحقيق القضائي اللبناني لايزال في نطاقه التحضيري.
الملف الحكومي شغل الزيارات العلنية لكبار الزوار الذين ملأت مواكبهم الشوارع بين بعبدا وعين التينة ووزارة الخارجية، وزاد ديڤيد هيل على جولته زيارة بيت الوسط وتناول الغداء على مائدة الرئيس سعد الحريري، ولم يصدر عنه ما يناقض تصريحاته السابقة والتي تعني: لا حكومة تضم «حزب الله»، في حين يضم الحريري رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى الحزب في رفضه مشاركته في أي حكومة قد يشكلها.
وكان هيل زار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السراي وتناولا الأضرار الضخمة التي سببها انفجار المرفأ، كما زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث أكد تضامن بلاده مع لبنان، في حين شدد بري على الإسراع في تشكيل حكومة تجري الإصلاح وأكد على وجوب التقدم في ترسيم الحدود، وما إن خرج هيل من عين التينة حتى وصل الوزير الإيراني محمد جواد ظريف، إلا أنهما لم يلتقيا.
وكرر ظريف بعد لقاء بري استعداد بلاده لمساعدة لبنان، وقال: على العالم ان يساعد لبنان دون شروط مسبقة، وحث على ان يتولى لبنان التحقيق في انفجار المرفأ من دون الاستعانة بالخارج «علما أننا مستعدون للمساعدة إذا طلب منا».
وقال ظريف من عين التينة: «اليوم هو يوم انتصار الشعب اللبناني العزيز على العدو الإسرائيلي وهذا الانتصار دليل على ان الشعب قادر على مواجهة أي صعوبات».
البطريرك الماروني بشارة الراعي حذر الجمعة من «مطابخ دولية تطبخ لبنان جديدا لصالح البعض وهو ما نرفضه».
من جهته، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قال: «لا نريد حكومة وحدة وطنية بل حكومة مستقلة لا تأثير فيها لحزب الله والتيار الحر».