IMLebanon

كيف يقرأ القطاعان المصرفي والسياحي مذكرة الراعي التاريخيّة؟

استكمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة الخامس من تموز 2020 التاريخيّة، ليعلن رسمياً اليوم “مذكرة لبنان والحياد الناشط”، مشيراً في الفقرة الرابعة منها أن اقتصاد لبنان يستفيد من تطبيق مبدأ “الحياد” في أكثر من قطاع، إذ أن “الحياد يُعزِّز الاقتصادَ بفضل الاستقرار والأمن ومقدِّرات اللُّبنانيِّين على مستوى الثَّقافة والخبرة وروح الإبداع”، لافتاً في هذا الإطار إلى قطاعات خاصَّة بلبنان تُعزِّز اقتصاده، منها:

–  القدرات المصرفيَّة والماليَّة والخبرة الطَّويلة في هذا المجال تجعل من لبنان خزنة الشَّرق الأوسط. ذلك أنَّ الاستقرار والأمن يولِّدان الثقة

– لبنان مركز سياحيّ للشَّرق الأوسط وللعالم، إذا تأمَّن فيه الاستقرار والأمن. فما يحتوي لبنان من ميزات سياحيَّة يجعل منه مركزًا جذَّابًا. هذا بالإضافة إلى الفنادق والمنتجعات البحريَّة والجبليَّة والمطاعم.

القصّار يستذكر سويسرا.. نائب رئيس جمعية مصارف لبنان نديم القصّار علّق على مشروع “الحياد”، بالقول: يخضع القطاع المصرفي اللبناني لعقوبات غربية منذ فترة طويلة، تطبيقاً لقانون العقوبات الأميركية على “حزب الله”، إن كان ورقياً أو في التحرّك داخلياً وخارجياً، إذ في حال رغب أي لبنان في فتح حساب مصرفي في الخارج، يُجابه بالرفض فوراً خوفاً من كونه لبنانياً وبالتالي قد يكون إرهابياً، حتى لو كان صاحب الطلب بريئاً من هذه التهمة، لكن بمجرّد أنه لبناني يُلبسه الطرف الآخر هذه التهمة بحكم أن لبنان داعمٌ لـ”حزب الله”. من هنا، إن العقوبات يمكن أن تكون حبراً على ورق، كما يمكن أن تُطبَّق أيضاً على الشعب اللبناني بأكمله…

وأضاف أن “لبنان بلدٌ معاقَب، ولا يمكن أن يخرج من كبوته إلا إذا استطاع أن يبرهن للخارج أنه على الحياد في الصراعات الدائرة في المنطقة والعالم”، ناصحاً أن “يتمثل لبنان بسويسرا أكثر البلدان حياداً في العالم، حيث أنها في عزّ الحرب العالمية الثانية بقيت على الحياد، من دون أن يشتمها أو يخوّنها أحد، علماً أن سويسرا تضمّ جنسيات مختلفة من ألمان وفرنسيين وغيرهم … إذاً هناك سابقة في الموضوع وليس مستهجناً أو غريباً أو صعب المنال.

وتابع القصّار: من هنا، إن ما يشير إليه غبطة البطريرك هو أن لبنان ليس في مقدوره أن يواجه المشكلات والأزمات الإقليمية والعالمية، “واللي فيه بِكَفيه”… فنحن اليوم أمام فرصة إما أن نغيّر صورة لبنان في الخارج، أم أن نبقى على هذه الصورة المظلمة.

القطاع السياحي يتساءل… من جهته، ذكّر رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر بأن “القطاع السياحي يشتكي من تراجع نشاطه منذ العام 2011 أي ما قبل “ثورة تشرين” وانتشار جائحة “كورونا”، من دون أن يلقى آذاناً صاغية من أحد..”.

وتساءل “كيف للقطاع أن ينمو في ظل استمرار الانقسام العامودي  القائم من جهة، ومهاجمة دول الخليج من جهة أخرى والتي جعلتنا نخسر العامود الفقري للسياحة في لبنان، كما أفقدتنا أكبر مستثمر في البلاد وأكبر موظِّف لنحو 450 ألف لبناني يعمل في الخليج العربي. فالوضع السياسي هو الذي أوصلنا إلى هذا الواقع الأليم، إذ على رغم الهدر والفساد في نظامنا اللبناني، فلو بقي الخليجي في لبنان لما كان هذا الانهيار الاقتصادي والمالي السريع.

وسأل الأشقر “لماذا الحياد وخيار السلم يتطلبان إجماعاً وطنياً، فيما خيار الحرب لا يتطلّب ذلك في حين أنه يدمّر مؤسساتنا ويقتل أولادنا؟! فهناك مَن يقرّر الحروب في لبنان من دون إجماع وطني على خوضها”. وأوضح أن “الحياد لا يعني التطبيع مع إسرائيل، علماً أن دولاً عربية عديدة مضت في هذا المسار. لكن الحياد هو إنعاش للبنان ويعيده إلى سابق عهده بلداً حيادياً بامتياز في نظر العالم أجمع”.