في حين ينتظر ان يحسم مساعد وزير الخارحية دايفيد شينكر موعد زيارته المرتقبة الى بيروت كونه مكلّفا بملف ترسيم الحدود البحرية وحلّ النزاع القائم بين لبنان واسرائيل في هذا المجال، علمت “المركزية” ان الزيارة متوقفة على التقرير الذي يعده وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل حول زيارته الاخيرة والتي استمع خلالها الى اجوبة ينتظرها على اسئلة كان وجهها قبله السفير دايفيد ساترفيلد الذي بدأ المهمة قبل تعيينه سفيراً في انقرة.
اما في ما يخص السياسة الداخلية، فإنه بحسب المعلومات التي حصلت عليها “المركزية” فإن المواقف التي نقلها عن ادارته الى اللبنانيين في الايام الثلاثة التي قضاها في لبنان تعكس مطالب الشعب اللبناني بالاصلاح الاقتصادي والمؤسساتي، وانهاء الفساد الممنهج، الا انها جاءت في توقيت لإثبات وقوف الادارة الاميركية الى جانب الشعب المنكوب انسانياً، وبالتالي فإن الشقّ الانساني وان طغى على هدف الزيارة لم يخلُ من رسائل لاذعة للمسؤولين لا سيما بعد استعمال العنف مع المتظاهرين المنتفضين اثر الانفجار، اذ كرر هيل دعوة الولايات المتحدة الاجهزة الامنية لضمان حماية المتظاهرين والامتناع عن استعمال اساليب العنف او التخويف”.
ولم يتوان هيل عن تذكير رئيس الجمهورية ميشال عون بأن الولايات المتحدة شريكة للبنان منذ عقود، ومستعدة للدعم المالي الى جانب مواصلة الدعم العسكري اذا كان قادة لبنان ملتزمين بصدق بالاصلاح، واذا تشكّلت حكومة تأخذ على عاتقها ترجمة مطالب اللبنانيين بالمباشرة بإنهاء نهج الفساد المستشري.
لكن هيل لم يُفصح بحسب مصادر معارضة عن رؤية معينة للولايات المتحدة عن شكل الحكومة المقترحة ومن يكلّف بتشكيلها. وهو اجتمع مع عدد من الثوار واكد لهم ان لا دور لبلاده في تأليف الحكومة، لكن ما يهمها الاتيان بوزراء كفوئين بالتزاماتهم لتأمين مطالب الثورة، واعداً بِحثّّ المجتمع الدولي في هذه الحال على أن يساعد الحكومة على تحقيق حاجات اللبنانيين”.