تفقد وزيرا الصحة العامة حمد حسن والأشغال العامة والنقل ميشال نجار مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل، يرافقهما مدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزف الحلو، ورئيس مصلحة المستشفيات الدكتور جهاد مكدود، حيث كان في استقبالهما والوفد المرافق المدير العام للمستشفى الاب وسام الخوري والمدير المالي الاب مارك سعادة ورئيس قسم العناية الفائقة ل covid 19 في المستشفى الدكتور بيار اده وعدد من الاطباء والاداريين، في حضور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والطبية النائب السابق الدكتور وليد الخوري، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، طبيب القضاء الدكتور وسام سعادة.
وهنأ حسن ادارة المستشفى والطاقم الطبي والتمريضي فيه على ما قدمه ويقدمه في خدمة الانسان” وقال: “نزور اليوم مستشفى المعونات الجامعي في اطار الزيارات الهادفة التي لها اكثر من مغزى، الاول هو اننا اليوم نمر بازمة حقيقية في مواجهة الوباء واذ بهذا الصرح الاكاديمي والانساني بإمتياز يفتح ذراعيه ليستقبل الحالات التي تعاني من وباء كورونا من كل لبنان ولكي يكون نموذجا في التعاطي المسؤول والبناء في زمن الازمات ، فيوم الامتحان يكرم المرء، وانتم في هذا المستشفى اكارم، وما تقومون به اليوم هو استجابة لاستغاثة ونداء المواطن اللبناني الذي يئن كثيرا من مصاعب ومتطلباتها ومشاكلها، وما قدمتموه ابان انفجار مرفأ بيروت، هو عمل جبار ومبادرة رائعة في استقبالكم المرضى من المؤسسات الاربعة التي خرجت عن الخدمة، وانقل لكم في هذه المناسبة رسالة محبة من ادارة مستشفى الروم ومن الاطفال والمرضى الذي احتضنتموهم بمسؤولية، في حين ان بعض المستشفيات وللاسف تتلكأ، واليوم ليس وقت المحاسبة، فهناك شيء تراكمي بين المستشفيات في لبنان والتعاطي الحكومي الرسمي وليس وزارة الصحة، لان الوزارة تعمل ما عليها ولكن هناك مؤسسات ووزارات اخرى معنية بالمساعدة”.
وأعلن حسن انه “تم الاتفاق مع مستشفى المعونات على اعادة فتح القسم المخصص للكورونا بالاضافة الى باقي الاقسام النموذجية والراقية التي ستبقى تعمل بكل طاقاتها من خلال التجهيزات والفريق الطبي المميز، اضافة الى قسم الكورونا الذي توقف عن العمل فيه لأيام، والذي يضم 8 اسرة للعناية الفائقة و30 سريرا للحالات العادية”، متمنيا ان “تنسحب هذه المبادرة على باقي المستشفيات المترددة، لانه في هذا العالم لا مكان للضعيف وعلينا ان نكون اقوياء، والقوي هو في خدمة الانسان من خلال مسؤوليته تجاه اخيه الانسان”.
وأضاف: “اما المغزى الثاني هو ان هذا المستشفى كان مع اول حالة وفاة كورونا سجلت في لبنان فكان الفريق الاستشفائي يتعاطى بمهنية، وان حصلت بعض الاصابات بين اعضائه ولكن هؤلاء هم الجيش المسلح لاستكمال المعركة، لان كل عنصر اصيب اصبح لديه مناعة، وهذه التي نحن بحاجة اليها لاستكمال المعركة ضد وباء كورونا”.
وأكد ان “العمل يتكامل مع هكذا ادارة وفريق طبي وتمريضي لحماية الامن الصحي والاجتماعي للمواطنين اللبنانيين”.
وتابع: “البعد الثالث والذي هو في غاية من الاهمية هو هذا الترابط الوثيق بين المجتمع المدني بفاعلياته واداراته بدءا من القائمقامين والمحافظين ووزارة الداخلية وصولا الى البلديات الذين من خلال ما قاموا به من عمل نموذجي حيث ان اول اعلى نسبة اصابات سجلت في قضاء جبيل واليوم هي الادنى، فهذا يدل على الوعي والثقافة والروحية في التعاون والحضانة الاجتماعية التي تتكامل مع هذه الجهود”.
وأردف قائلا: “صحيح ان الوباء داهم ونحن على شفير الهاوية لان عدد الاسرة المتبقية لاستقبال الحالات على الصعيد الوطني قليل، لذلك كانت التوصية بأننا بحاجة الى اسبوعين كوزارة صحة عامة والجسم الطبي والصحي في لبنان لكي نرفع من جهوزيتنا، لذا في هذا التعاطي المسؤول نقول للمواطنين انه رغم حدة الامتحان وصعوبة التحديات لن نتخلى عن مسؤولياتنا، فكل شخص من موقعه عليه ان يكون مسؤولا”.
وأعلن ان “وزارة الصحة العامة مع الدعم الكامل للمسشتفيات الخاصة اكان عبر تسريع دفع المستحقات من وزارة المالية فالوزير وزني متجاوب في هذا الموضوع او من خلال الاتفاق الثلاثي الذي تم مع رئيس مجلس الوزراء ومسؤول البنك الدولي ووزارة الصحة العامة على ان يتم الدفع كل آخر شهر فترفع اللوائح من المستشفيات الحكومية والخاصة ويتم القبض بعد اسبوعين، مع احترام الاتفاق لجهة الاسعار التحفيزية التي وضعت لخدمة المرضى وحماية الفريق الاستشفائي”.
من جهته، اعرب نجار عن “سروره لمواكبة وزير الصحة في هذه الزيارة الى المرفق الصحي الكبير””، مؤكدا انه “وإن استقالا من الحكومة الا انهما لم يستقيلا من مسؤولياتهما كل في وزارته لخدمة الانسان”.
وأعلن انه “من دون التعاون مع بعضنا البعض لا يمكن الخروج من الازمات التي نمر بها”، معربا عن “اسفه للضحايا الذين سقطوا في انفجار المرفأ”.
ونوه بـ”الانجازات التي حققها مستشفى سيدة المعونات الجامعي العريق في هذه المنطقة والذي نفتخر به”، مشددا على “اهمية الانماء المتوازن في كافة الميادين خصوصا على الصعيد الصحي والاستشفائي”.
واذ اشار الى ان “مستشفى المعونات الجامعي من اهم المستشفيات في لبنان وصولا الى تركيا”، اعلن انه “المكان الذي يمكن ان نلجأ اليه كأبناء الشمال في حالات الطوارئ وهذا يعطينا الطمأنينة”.
وأشاد بـ”الدور الذي قام به المستشفى باستقبال المصابين بوباء كورونا دون خوف وبشجاعة لمعالجة المرضى ومكافحة هذا الوباء”، معلنا عن “وضع كل الامكانيات في مساعدة المستشفى لتطويره”.
وردا على سؤال، أعلن حسن ان “قرار الاقفال لمدة اسبوعين سيبدأ العمل به ابتداء يوم الجمعة المقبل لأن المعطيات الطبية والصحية تؤكد ضرورة الاقفال لاسبوعين”. مشيرا الى ان “عدد المصابين بعد انفجار المرفأ كبير جدا، لذلك الالحاح على الاقفال لكي نستطيع رفع الجهوزية من جديد والتي استنفدت من جراء الانفجار”.
ولفت الى ان “حسابات وزير الداخلية في هذا الموضوع دقيقة حيث ان منطقة بيروت في حالة طوارئ وهي في عهدة الجيش اللبناني وهذا يتطلب اجراء اتصالات مع المعنيين لاتخاذ القرار المناسب”، مشيرا الى ان “جميع اعضاء اللجنة كانوا اليوم متجاوبين الى اقصى الحدود بعد ان استمعوا بالارقام للمعطيات الميدانية الاستشفائية وتم اتخاذ قرار الاقفال بالاجماع”.
وأكد ان “الاقفال سيكون في كل لبنان باستثناء قضاء جزين الذي لم تسجل فيه اي اصابة حتى اليوم بفيروس كورونا اضافة الى المطار”.
ولفت الى انه “تم الاتفاق في اجتماع لجنة كورونا اليوم على ان يترافق الاقفال مع الزامية التنفيذ والتطبيق، فمن دون تنفيذ لا فائدة من الاقفال والقرار حاسم من اجل انقاذ الوضع الصحي الذي وصلنا اليه”.