Site icon IMLebanon

هل تجرّ صواريخ ” الحزب” المنطقة إلى “ميني حرب”؟

تعرب اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” عن اعتقادها ان اسرائيل ستمنع دخول اسلحة صاروخية دقيقة وغيرها من الأسلحة من سوريا الى لبنان، حتّى لو اضطرت الى استخدام القوة، علماً أنها تستهدف مراكز ومواقع ومخازن ومصانع السلاح الايراني في سوريا. وتبدي خشيتها من ان اي مواجهة اسرائيلية لأذرع ايران في المنطقة لاسيما “حزب الله” قد تتطور الى حرب، في حين ان الدول الغربية لاسيما اميركا وفرنسا تضغطان من اجل المحافظة على الاستقرار في هذه المرحلة، وقد تولت فرنسا مفوضة من الدول الغربية واميركا مهمة الاستقرار في لبنان خاصة السياسي وتسهيل تشكيل حكومة يطغى عليها الطابع التكنوقراطي في هذه المرحلة لتنفيذ الاصلاحات التي بدونها لا مساعدات الى لبنان. فأي منطق سيرجح، وهل المنطقة متجهة نحو “ميني حرب”؟

العميد المتقاعد خليل الحلو قال لـ”المركزية”: “أعتقد ان الحرب بمعنى الاجتياح الاسرائيلي للبنان كما حصل في الأعوام 2006 او 1996 او 1978 مستبعدة، لكن لا استبعد فرضية قيام عملية مشابهة لما حصل عام 1982 عندما وصلت اسرائيل الى بيروت، إلا أن الاسرائيليين لن يقدموا على خطوة كهذه الا اذا كان لها هدف استراتيجي كبير كاتفاق السلام مثلاً”، لافتاً الى “أن اسرائيل دمرت عام 2006 لبنان وضربت “حزب الله” لكنها لم تحقق أي هدف، لأن الحزب عاد الى الساحة وكوّن نفسه، والامر سيان حصل في عملية عناقيد الغضب عام 1996 وفي عملية الليطاني عام 1978 ايضًا، فإذا كان لا بد من الحرب، فستكون كبيرة وذات هدف سياسي”.

اما عن موضوع الصواريخ التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، فلفت الحلو إلى “أن مرفأ بيروت الذي كان مرتعاً لحزب الله، يؤمن له مردوداً مادياً ومن الممكن انهم كانوا يدخلون الاسلحة عبره، لم يعد باستطاعة الحزب الدخول إليه بعد إعادة بنائه وترميمه، ومن غير الممكن ان تعود سلطته عليه كالسابق. اما الصواريخ الكبيرة التي يجري الحديث عنها وعن تواجدها بين الاماكن السكنية، برأيي، من الممكن اذا ارادت اسرائيل ان تحل هذه المسألة على طريقتها، ان تقوم بضرب المخازن التي تعلم بوجودها”، معتبرًا “أن هذا الامر من شأنه ان يجرّ حزب الله الى رد، والرد يلحقه رد آخر، وعندها يجوز تسميتها بـ”ميني حرب” او حرب صغيرة”، موضحًا “ان هذا ما يحصل في سوريا، حيث شنت اسرائيل اكثر من 300 غارة ولم نشهد ردا بالمعنى الكبير، فقد قتلت مصطفى بدر الدين وابن عماد مغنية وسمير القنطار والقيادي الذي استهدفوه مؤخرا، وضربت مواقع كثيرة لحزب الله في سوريا ولم يحصل رد”.

وأضاف: “أما في لبنان، فالضربة الاخيرة التي حاول الحزب القيام بها من الجنوب فشلت، وحاول القيام ايضا بعملية من الجولان وفشلت ايضا، وبالتالي الحزب يعرف انه اذا اراد الرد على اي ضربة تستهدف صواريخه، من الممكن ان يتأتى عنها دمار وخراب انما من دون ان نسميها حربا بمعنى الاجتياح. اما الاجتياح بمعنى حرب الـ1982 فلا اعتقد انها ممكن ان تحصل من اجل الصواريخ او الاسلحة”.

أما عن تهريب الاسلحة عبر المطار فأكد “أن الطائرات لا يمكنها ان تنقل كمية كبيرة من الاسلحة، كما ان الحزب في المرحلة الحاضرة لا يعوزه شحن الاسلحة عبر المطار، لأنها تصله عن طريق مطار الشام في سوريا ومنها الى بيروت في البر. رغم ذلك، يشكل المطار مصدر تمويل للحزب كالمرفأ، هناك بضائع تمر عبره ولا تخضع للمراقبة، والجميع يعلم ذلك”، موضحاً “أن الدولة “مقدمة استقالتها” من هذا الملف. مصدر التمويل هذا ممكن ان يتم ضربه، لا اعني انه يمكن ضرب المطار لكن من الممكن ان يقوم الحزب بترك المطار بنفسه جراء ما حصل في المرفأ”.

ورأى الحلو “أن الاهم من المطار هي الحدود الشرقية المفتوحة، فالمعابر الشرعية وغير الشرعية، تستعمل بالاتجاهين ولا احد يتحدث عنها في الوقت الحاضر، رغم ان الموفدين الاجانب لا ينفكون يطالبون بهذا الامر”، مشيرًا إلى “ان هذه المعابر تخسر لبنان سنويا ملياري دولار. فقد اعترف وزير المالية علي حسن خليل المحسوب على حركة امل والذي يدور في محور المقاومة، العام الماضي ان الدولة تخسر في مرفأ بيروت مليارا و200 مليون دولار، وتشير التقديرات الى ان الخسائر عبر المطار والمرافئ غير الشرعية تتجاوز الـ800 مليون دولار سنويا وبالتالي تبلغ خسارة الدولة ملياري دولار. فهل يجوز ان تخسر الدولة من جهة ملياري دولار يأخذها حزب الله وتذهب من جهة اخرى كي تستدين من الخارج؟”

وختم: “موقف حزب الله حاليًا لا يسمح له بالمساومة، او يقبل بالشروط التي يطرحها الغرب او لا، وفي حال الرفض يتحمل التبعات ومسؤولية ضربات اسرائيلية بسبب اصراره على قصة الصواريخ وخراب لبنان جرائها. صحيح ان اسرائيل عدو ولكننا لا نريد ان نعطيها ذريعة كي تدمر لبنان. مضى اربعون عاما ونحن على هذا المنوال وحان الوقت لإنهاء هذه القضية”.