كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
قضيتان إستحوذتا على المشهد في طرابلس: نطق المحكمة الدولية بالحكم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم، وتفشّي وباء “كورونا” في عاصمة الشمال ومناطق أخرى.
فارتفاع منسوب الخوف لدى الناس من التعامل مع التطورات المتسارعة في شأن الفيروس في ظل أعداد الإصابات المرتفعة ووفاة أحد المصابين لم يمنع أهالي طرابلس من ترقّب صدور حكم المحكمة الدولية، وإطلاق تحليلات وتكهّنات كثيرة بشأنه، سواء على صفحات التواصل الإجتماعي أو حتى في اللقاءات الخاصة.
القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، أكّد لـ”نداء الوطن” أن واقع الحكم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري “لن يكون أكثر من إثبات المُثبت. فمن تاريخ 7 أيار وما بعده، صارت طرابلس تعتبر “حزب الله” هو العدو لأنه قتل رفيق الحريري، ويحاول دائماً الضرب على الوتر المذهبي، وإظهار العداوة لطرابلس وأهلها كما لمعظم اللبنانيين. نحن نرى أنّ الحكم هو تحصيل حاصل، خصوصاً وأن الإشكالات الكبرى والآلام في البلد، وضعت هموم الناس في مكان آخر”.
ورأى علوش رداً على سؤال أن “ما سيطرأ على المعادلة السياسية الداخلية، هو ربما إمكانية التعاون مع “حزب الله” من قبلنا ستكون غير واردة من هذه الناحية.. فالمعادلة السياسية اليوم دخل عليها عامل التدويل، وفي ظلّ هذه الأوضاع، يمكن أن يلجأ “حزب الله” إلى العنف وإلى عمليات اغتيال جديدة، لأن منظومة مثل “حزب الله” ليس لديها أي وسائل للتعامل إلا العنف وهذا هو أسلوبهم الوحيد. ونصيحتي إلى أهلي في الشمال هي التعبير بالطرق اللازمة التي تبتعد كل البعد عن منطق العنف والعراضات، خصوصاً في فترة “كورونا” وضرورة تجنّب ويلاتها”. ولم يُخفِ علوش اعتقاده بمحاولة تنفيذ قرار المحكمة عبر البند السابع، مشيراً إلى أنّ هذا الخيار مرتبط بقرار من مجلس الأمن، وهذا معناه أن هناك معركة مفتوحة مع “حزب الله” وإيران، وستكون نتيجتها دماراً إضافياً للبنان، كما أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه أيضاً هو دمار للبنان. بالمقابل، لا حلّ إلا المواجهة مع المشروع الإيراني، طالما إمكانية الحل مع إيران غير ممكنة”.
وعن بيان بهاء الحريري بشأن المحكمة الدولية رأى علوش أن الأخير “فقدَ الحجّة بالكامل خصوصاً وأنه غائب عن المشهد الداخلي وعن السمع والوجود منذ 15 سنة. لم يضع مرة واحدة وردة على ضريح والده. إن محاولته الإصطياد بالماء العكر لن تنفعه، إلا إذا عنده مال سياسي ويريد أن يستثمره فهذا أمر آخر”.