أمّا وقد نطقت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بحكمها في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واتضح موقف الرئيس سعد الحريري الذي اكد ضرورة تجنب الفتنة وسحب فتيل اي تفجير سياسي يضاف الى سلسلة الازمات المعقدة، يبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد ادار محركاته، وتوجه الى قصر بعبدا، حيث اجرى ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة.
واذ اكتفى بري، بعد اللقاء بالقول “التواصل مع فخامة الرئيس مستمر”، كشف مصدر مطلع ان التواصل سيستمر خلال الساعات الـ٤٨ المقبلة للتوصل الى تفاهم ضروري قبل الذهاب الى الاستشارات النيابية الملزمة، مع العلم ان كلا من الرئيسين يقوم بمشاورات تتعلق بملف تأليف الحكومة من رئيسها الى شكلها فضمونها….
وفي هذا السياق، اشار عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم الى انه بغض النظر عن الحكم ووجهات النظر المتباينة منذ انشاء المحكمة الدولية، اصبحنا اليوم امام وقت المصارحة والمصالحة، لا سيما اننا في وطن تتنازعه الكثير من المقاربات المختلفة حول الكثير من الملفات والقضايا.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، اعتبر ان لقاء المصارحة والمصالحة، ليس بين فئتين او مكونين بل بين مجموع المكونات اللبنانية.
وهل سيعقد مثل هذا اللقاء، رد هاشم: هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة القليلة، قائلا: عندما ينتظم عمل المؤسسات الوطنية والدستورية فان اللقاء يكون دائما بين القوى السياسية بمكوناتها كافة.
وهنا شدد هاشم على ان بري لطالما كان محور لقاء لكل الفرقاء، ويلتقي عنده الجميع، انطلاقا من مبادراته الجامعة، سواء اكان عبر اللقاء المباشر او عبر التواصل من خلال قنوات متعددة…
وهل دخل بري بشكل مباشر الى الملف الحكومي، اوضح هاشم ان رئيس المجلس دائما جاهز لتقريب وجهات النظر بين كل المكونات خاصة في الظروف الصعبة والاستثنائية، مشيرا الى ان كلامه عن المحكمة والحكم الصادر عنها، يعكس دوره المسؤول في البحث عن المساحة المشتركة.
وعن امكانية تنفيذ الحكم تحت الفصل السابع، استبعد هاشم هذا الخيار، مشددا على اهمية التعاطي بعقل وحكمة ومسؤولية مع هذا القرار من كل جوانبه، مشددا على ان الظروف اليوم تستدعي الاسراع بالخطوات الدستورية لتأليف الحكومة التي تبدأ بالتكليف، وبالتالي لا بد من البت بهذه الاستشارات النيابية الملزمة وتحديد موعدها في اقرب وقت ممكن، موضحا ان بري يقوم بما يستوجبه دوره الوطني والمؤسساتي والدستوري في هذا المجال. وفي هذا الاطار تأتي زيارته اليوم الى القصر الجمهوري، حيث تركز النقاش على الملف الحكومي.
وعما اذا تم التوافق على تصور اولي للحكومة؟ اشار هاشم الى ان موقف الرئيس بري معروف منذ البداية بتأييد الرئيس الحريري، على اعتبار ان المرحلة تستوجب شخصية ذات تمثيل شعبي.
وسئل: هل الحريري سيجلس مع حزب الله بعدما طالبه بتسليم مرتكب جريمة الاغتيال سليم عياش، اكد هاشم ان لا شيء يمنع اللقاء، خصوصا وان هناك مرونة من قبل حزب الله في مقاربة الحكومة.
وهل تعني هذه المرونة ان حزب الله سيكون خارج الحكومة، اجاب: لا نعرف حدود هذه المرونة وما سيؤول اليه مسار التأليف، لكن لا بد ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم في هذه السلطة، خاصة في مرحلة تستوجب وجود كل القوى لاطلاق حوار وطني وفق الآليات الدستورية.
ولفت الى ان تأليف الحكومة ينطلق من الظرف الراهن والاتصالات والمشاورات الجارية، وما سيتم التفاهم والتوافق عليه وفق آليات معينة، تخدم وحدة الموقف الداخلي.
وختم مشددا على انه منذ اللحظة الاولى تم التعاطي بحكمة مع القرار الصادر عن المحكمة الدولية، بما يمكن ان يجنب البلد اي ارتدادات على المدى القريب او البعيد.