Site icon IMLebanon

عين التينة تعدّ لزفاف التشكيل قبل استشارة العريس!

يخوض رئيس مجلس النواب نبيه بري معركة إرجاع الرئيس سعد الحريري الى السراي. اندفع بقوة على هذا الخط غداة قول المحكمة الدولية كلمتها في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مرتاحا الى ان ما جاء في الحكم يعزز خياره هذا، ويساعده في تسويق اسم رئيس المستقبل أكثر، علما ان الاخير كان دائما المرشح الاول لدى عين التينة… من هنا، انطلق امس نحو بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي جيبه، وفق ما تقول مصادرسياسية مطلعة لـ”المركزية”، اسم واحد: سعد الحريري، وعينه على هدف واحد: اقناع القوى السياسية كلّها، بدءا برئاسة الجمهورية وفريق التيار الوطني الحر، بأن لا مفر من سيد بيت الوسط ولا بديل منه، فهو في نظره رجل المرحلة بامتياز.

وفق المصادر، عجلات بري لا تعمل في اتجاه واحد، بل شملت وستشمل الاطراف كلّها، من المختارة الى بنشعي مرورا بخلدة، وصولا الى معراب. والجدير ذكره ان مسعاه لتسويق الحريري يحظى بمباركة كاملة من حزب الله، وهو منسّق مسبقا مع الضاحية. فالاخيرة وإن سكتت عن المحكمة الدولية وحكمها، وإن كانت لا تبدو في وارد التصالح مع ما خرج عنها، تمهيدا لتسليم المتهم باغتيال الحريري، سليم عياش، وهو احد افراد الحزب، تريد ان يعود سعد الحريري الى الرئاسة الثالثة، لإدراكها ان اي اسم آخر لن يؤمن للحزب المحاصر اليوم من كل حدب وصوب، اقتصاديا وسياسيا، الغطاء الذي يوفّره له الحريري.

لكن في كل هذا المشهد، قطبة اساسية مخفية، أو سؤال اساسي يفرض نفسه. هل الرئيس الحريري راض بترؤس الحكومة العتيدة؟ هل يريد هذا المنصب ووفق الشروط التي يطرحها بري الذي يقول منذ اشهر ان الحكومة يجب ان تكون سياسية، وهو الموقف الذي كرره ايضا منذ ايام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله؟!

عين التينة، حتى الساعة، تبدو تعدّ زفافا كبيرا قبل ان تستشير العريس! تتابع المصادر. هي تعمم ايضا ان الحريري لا يضع شروطا للتأليف، لكن هل هذا صحيح؟! الصورة حتى اللحظة، ضبابية على هذه الضفة، وهي لن تتضح قبل موقف صريح من الرئيس الحريري من جهة، وقبل لقاء يفترض ان يجمع في الساعات القليلة المقبلة، كلا من بري والحريري.

واذا كانت مواقف دولية عدة فرنسية واميركية سجّلت في الساعات الماضية، تدل الى ان لا فيتو لدى العاصمتين  على مشاركة حزب الله في الحكومة العتيدة، فهل يعني ذلك ان الحريري سيقبل من جديد بحكومة وحدة وطنية او شبه وحدة وطنية، تتمثل فيها القوى السياسية، بعد التجارب السابقة غير المشجعة في هذا المجال؟ هل سيلدغ من الجحر مرّتين؟ أم انه سيوافق على تكليفه، شرط تأليفه الحكومة التي يريد، اي من اختصاصيين مستقلين، من دون ان يُكبّل من الاطراف الاخرى؟ فيرمي الطابة من جديد في ملعب الفريق الآخر؟ الاجوبة ستحملها الايام المقبلة، تختم المصادر.