كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
إحتلّت بلدة حاروف الجنوبية مقدّمة الأخبار، فالمحكمة الدولية إتّهمت سليم عياش، أحد ابنائها، بجريمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري. إتهام قابلته البلدة برفع لافتة تُعبّر عن افتخارها بإبنها المقاوم، كما سمّته، في ردّ واضح على عدم اعترافها بالمحكمة، واعتبارها مُسيّسة لمجرّد إسقاطها فرضية اتّهام العدوّ الإسرائيلي بالجريمة.
في الطريق الى بلدة حاروف، مسقط رأس سليم جميل عياش، حركة طبيعية، ازدحام مارة لم تحل “كورونا” دون تقييد تحرّكاتهم. تحت قوس الشهداء تعبر بإتجاه البلدة التي تُعرف ببلدة الحرف والشعر، يواصل الأهالي ممارسة يومياتهم كالمعتاد، مرّ خبر إتهام عياش مرور الكرام، لم يُعِر أحدٌ القرار الإتهامي انتباهاً، بل رأوا أنّ المحكمة وكأنّها لم تكن.
يؤكّد أبناء البلدة أنّ الشهيد رفيق الحريري شهيد الوطن، وأنّ من قتله هو العدو، مُستغربين استبعاد هذه الفرضية من حسابات محكمة بحجم المحكمة الدولية، وإسقاطها التهمة على ابن البلدة.
بالقرب من النادي الحسيني للبلدة، رفعت لافتة أشادت بمقاومة عياش ذُيّلت بعبارة “أبناء بلدة حاروف يفتخرون بإبنهم الحاج سليم عياش”، لافتة كانت كفيلة بإحداث بلبلة كبيرة، أدّت الى إزالتها بالأمس لتُرفع مُجدّداً. بحسب مصادر “نداء الوطن” فإن أبناء البلدة رفضوا تعليقها، ورأوا فيها نوعاً من الفتنة التي يرفضونها، جازمين بأنّ المحكمة مسيسة وأساءت الى إبنهم عياش، مُشدّدين على أنّ الشهيد الحريري شهيد الوطن ويفتخرون به، وكانوا يُعوّلون على أن تُظهر المحكمة حقيقة من قتله، وتُصوّب الاتّهام ناحية العدو الإسرائيلي، لا أن توجّه التهمة لمواطن بريء لطالما أحبّ وطنه”. وِوفق المصادر نفسها، فإنّ إعادة تعليق اللافتة جاء بضغط من أقارب عياش، وهو يصبّ في خانة الدفاع عن إبنهم، ونوع من التعبير عن الرأي وإن رفضه أبناء البلدة أجمع.
بالمحصّلة، إستحوذت حاروف على انتباه الرأي العام، بالرغم من أنّ أبناءها آثروا الصمت كنوع من درء الفتنة، والحفاظ على السلم الأهلي.
توازياً، لم “يقبض” أبناء النبطية قرار المحكمة، لأنّه أُسقِط من حساباتها اتّهام العدو الإسرائيلي من الجريمة، لترسو على إتهام فرد. وسألت فاديا: “كيف يُعقل لفرد لا يتقاضى سوى 600الف ليرة من عمله في الدفاع المدني أن يشتري متفجّرات وسيارات مفخّخة، ويُنفّذ جريمة بحجم دول مُنفرداً؟ كنا ننتظر إتهاماً لعدوّ وليس لفرد في عملية كبيرة بحجم إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.