Site icon IMLebanon

اتصالات التشكيل: مسرحية تبييض صورة السلطة أمام ماكرون!

صحيح ان الاتصالات نشطت في الساعات الماضية على خط تشكيل الحكومة، انطلاقا من محطة زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لقصر بعبدا الاربعاء، والتي اعقبتها مشاورات بقي معظمها بعيدا من الاعلام بين عين التينة وبيت الوسط وكليمنصو، مرورا بزيارة النائب طلال ارسلان لبري امس، وصولا الى لقاء جمع اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى رئيس مجلس النواب في حضور المعاون السياسي لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل ومعاون الرئيس بري علي حسن خليل.

وصحيح ايضا ان لولب هذه الدينامية كلّها – اي بري – يسعى الى تسويق طرح واحد لدى كل من يقابلهم، الا وهو اعادة الرئيس سعد الحريري الى السراي، غير ان كل هذه الحركة تبدو مصطنعة او مزيّفة، وبتعبير ابسط، تبدو أشبه بمسرحية سياسية، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. ففي رأيها، ما يجري على خشبة التأليف اليوم، هدفه إظهار اهل الحكم انفسهم امام المجتمع الدولي، كأنهم يعملون فعلا للخروج من الشغور سريعا وتشكيل حكومة يشارك فيها ايضا الفريق الآخر في البلاد، لتكون قادرة على العمل والانتاج.

فالسلطة، وفق المصادر، تريد ان تقول للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون العائد الى بيروت مطلع ايلول المقبل انها مدّت اليد للخصوم قبل الحلفاء، وحاولت ردم الهوة بينها عبر اقتراح اعادة الرئيس الحريري رئيس حكومة، لتقول له انها قامت بواجباتها و”اشهد اني حاولت”!

لكن في الواقع، فريق 8 آذار، ومعه العهد، لا يريدان في قرارة نفوسهم اي حلحلة حكومية الآن، ويفضّلان تعليق كل شيء – سياسيا ووزاريا – الى حين اتضاح المعطى الذي ستفرزه الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في تشرين الاول المقبل، لتبني على الشيء مقتضاه. هذا يعني، تضيف المصادر، ان كل الاتصالات الجارية اليوم هي لملء الوقت الضائع، لا أكثر.

فالشروط التي تتمسّك بها قوى السلطة اليوم، وعلى رأسها مشاركة السياسيين في الحكومة العتيدة، تُدرك جيدا ان الرئيس الحريري لا يمكن ان يقبل بها، سيما اذا لم يرضَ حزب الله بتقديم اية تنازلات، خاصة لناحية تسليم المتهم رسميا بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سليم عياش، وهو أحد عناصره. وأيضا، هل يمكن لعاقل ان يصدّق ان رئيس الجمهورية سيوافق على تقديم رئاسة الحكومة الى سعد الحريري مجانا، على طبق من فضة، من دون ان يفرض عليه اعادة النائب باسيل الى مجلس الوزراء ؟ هذا، اذا ما تم غض النظر عن كون التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية حذرين تجاه تسمية الحريري من جهة وتجاه فكرة حكومات الوحدة من جهة ثانية…

وما يُفرغ المساعي “الرئاسية” الجارية أكثر وأكثر، من مضمونها، هو موقف الناس – وقد باتوا منذ 17 تشرين – الرقم الاصعب في المعادلة المحلية. فبعد ان أسقط الشارع حكومتين، من الصعب ان يوافق على عودة القوى السياسية التي تمرّد ضدها الى السلطة، في حين لا ينفك الخارج يكرر اصراره على حكومة تمثّل تطلّعات اللبنانيين… هذه الحركة هدفها تبييض صورة السلطة امام الخارج، وملء الوقت الضائع الى حين رئاسيات واشنطن، فقط لا غير، تختم المصادر.