كتبت رشا الخطيب في “الجمهورية”:
“ما خلّونا» عبارة نسمعها منذ فترة، عند سؤال سياسيين لماذا لم يفعلوا هذا؟ او لماذا لم يتخذوا هذا القرار او لماذ لم تتحسن الكهرباء او لماذا النفايات تملأ الشوراع؟ أو لماذا الفقر يخيّم على لبنان أو لماذا لا تتمّ محاربة الفساد؟؟؟؟ «ما خلّونا» يكون العذر والجواب!
لكنّ السؤال الذي حيّر اللبنانيين والعالم: من هم اللي ما خلّوكم؟؟؟ هل هم أشخاص؟ هل هم أشباح؟ هل هم كائنات فضائية؟ من حقنا ان نعرف، من حقنا ان نأخذ أجوبة…
أنا سأقول لكم…
«ما خلّونا» هي بكل بساطة: تقاعسكم، هي فشلكم، هي تجرّدكم من الانسانية والاحساس…
إسمحوا لي ايها الساسة ان اقول لكم وبصوت عالٍ: إنتو اللي «ما خلّيتونا»…
«ما خليتونا» نعيش يوماً بسلام.
«ما خليتونا» نفرح بفرح قريب او شهادة ابن او بنجاح حبيب.
«ما خليتونا» نحلم بوطن يشبهنا، بوطن حضاري بوطن جميل يتميّز بتعدّد طوائفه.
«ما خليتونا» نعرف معنى السلم، حرب تلو الأخرى لمصلحة من، وماذا غيّرت هذه الحروب، إلّا ان دمّرت لبنان وهجّرت أبناءه وقتلتهم؟؟ «ما خليتونا» نشوف نهار حلو.
«ما خليتونا» نفرح بطفولتنا بمراهقتنا بشبابنا، حتى الفرحة سرقتوها من عيون أهلنا، وزرعتم مكانها الدمعة، إمّا على هجرتنا او موتنا.
«ما خليتونا» نختار من نريد ان يحكمنا او من نريد ان نحب او نؤيد او اي سياسة نريدها لبلدنا، حتى أصواتنا كانت رهينة لكم.
حتى «ما خليتونا» نفرح بالمال الذي كنّا ندّخره لكي نعيش عيشة كريمة.
«ما خليتونا» نتهنّى بكهرباء وبمَيّ وبعيشة طبيعية.
«ما خليتونا» نتنعّم بنعمة أعطانا إيّاها رب العالمين وهي نعمة لبنان فقررتم قَتله، لتحققوا على حسابنا مصالحكم الشخصية. نسيتم انّ في هذا البلد بشراً تريد ان تعيش وهي بحاجة لرعاية نفسية قبل المالية، نسيتم انكم مسؤولون عن 5 ملايين مواطن لبناني في لبنان بحاجة لزعماء فعليين يؤمّنون لهولاء الطعام والعلم والطبابة، أي أبسط حقوق الانسان التي هي موجودة حتى في البلدان الفقيرة…
عَماكم الجشع والطمع وحب السلطة والمال فوصلنا الى مرحلة كفرنا بكم… وكدنا نكفر بالوطن!
إنتو بَس خليتونا نكره حياتنا ونكرهكم وندّعي عليكم كل يوم.