أعلن رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض انه استقال من مجلس النواب لأسباب أخلاقية، وقال: “ما انفجر في بيروت ليس الامونيوم بل هو هذه المنظومة ببعدها السيادي وببعد الفساد فيها وببعد عدم قدرة أخذ قرار من قبل بنية النظام”.
وأكد انه لن يترشح الى الانتخابات الفرعية، موضحاً انه استقال من المجلس ليس من منطلق الشرعية الشعبية بل لأن المجلس لا يستطيع إيصال لبنان الى التغيير في ظل التوازنات الحالية.
وقال معوض في حديث خلال برنامج “عشرين 30″، عبر الـLBCI: “ثمة تخوف من استخدام الورقة الأمنية لعدم تحقيق التغيير المنشود في البلد وهذا ليس اتهامًا سياسيًا لأن ثمة وقائع سبقته، كما أن محكمة دولية شفافة أصدرت حكمًا بحق شخص وثمة حزب سياسي يحميه بشكل واضح”.
وشدد على ان المدخل الأساسي للحلّ هو مجلس النواب عبر انتخابات نيابية مبكرة، والمطلوب هو حكومة انتقالية بمهام محددة على رأسها الانتخابات وإدارة الملفات الملحّة، مؤكدا انه لا يمكن لأي حكومة ان تحقق التغيير في ظل الظروف الحالية، بل يجب ان تكون حكومة انتقالية تدير انتخابات نيابية تؤدي الى تغيير توازنات المجلس وترجمة إرادة الناس بالتغيير وإلا لا حلّ، مؤكداً انه خارج قبول صندوق النقد الدولي و”سيدر” بإعادة تعويم لبنان لا حل اقتصاديًا في البلاد ومن يقول عكس ذلك كاذب وأتحمل مسؤولية كلامي.
وتابع “موضوع السلاح والدخول في لعبة المحاور هو العامل الأول في المنظومة واذا لم نواجهه فإن وضعنا لن يتم حله، الأساس هو رفع الغطاء الشعبي الداخلي عن هذا السلاح، ولدينا مشكلة جوهرية مع هوية السلاح وأجندته الإيرانية التي عزلت لبنان وساهمت بإفقاره وذله وتفجيره”.
وأضاف “التغيير بحاجة كذلك الى الحقيقة فلا يمكننا حل مشكلة مريض إذا لم نشخص المرض. يجب ان يكون لدينا القدرة والجرأة ان نقول الحقيقة كما هي، اذا أضعنا العنوان الأساسي ودخلنا في معارك جانبية فإننا نضيع جهودنا والأمر الأساسي هو إسقاط المنظومة. المشكلة الثانية في المنظومة تكمن في بنية النظام، السبب الثالث هو الفساد والإهمال واللامبالاة، اما السبب الرابع فهو التناقض الصارخ بين السياسات المالية والسياسات النقدية”، لافتاً الى انه “بالرغم من كل المآسي والموت والتشريد والجوع والهجرة من الممكن ان يكون لدينا أمل للمرة الأولى لأن الناس قررت انها جاهزة لدفع ثمن التغيير الشامل بطريقة عابرة للمناطق والطوائف تريد التغيير”.
ولفت معوض الى ان “جميع الدول تقوم بمصلحتها وعلى لبنان البحث عن مصلحته، طرح الحياد ليس طرحا تكتيكيا بل استراتيجي لتحقيق الاستقرار في البلد. وهل جر لبنان الى محور معين لا يحتاج الى اجماع وطني في وقت ان الحياد يحتاج الى اجماع؟”، مشيراً الى “الحياد يجب أن ينطبق على الجميع وليس فقط على طرف واحد. الدفاع عن ارضنا حق للدولة اللبنانية وواجبها، فالحياد لا يعني الضعف أبدًا. طرح الحياد وتطوير بنية النظام ليس بوجه “حزب الله” فنحن لسنا ضد الحزب بصفته اللبنانية بل ضد منطق السلاح بأجندته الإيرانية”.
وتابع “الحكومة لم تستقل الا تحت الضغط الدولي ولم يجتمع مجلس النواب الا ليخبرنا الرئيس نبيه بري أننا المتآمرون على المجلس ولم يقبلوا بالتحقيق الدولي الا تحت الضغط الدولي”.
ولفت الى انه “بغض النظر عن السبب المباشر عن انفجار بيروت، التركيز يجب ان يكون على معرفة سبب وجود نيترات الأمونيوم في المرفأ كل هذه السنوات بمعرفة الجميع. الأسئلة تكثر بدل ان نجد اجابات وهذا يؤدي الى مسؤولية المنظومة عن الانفجار كما عما جرى بين الحريق والانفجار وترك الناس لمصيرها”.
وأوضح “دعمت الثورة التي انطلقت في 17 تشرين منذ اللحظة الأولى، والثورة طالبت باستقالة الحكومة والإصلاحات واعتبرنا ان مسؤوليتنا مواكبة الثورة وحين طالبتنا الثورة بمقاطعة جلسات معينة قاطعنا وجميعنا تحت المحاسبة. قررت ان أكون الى جانب الناس ببناء قوة سياسية ثالثة تكون خارج 14 آذار التقليدية و8 آذار التقليدية ذات سيادي لبناني، والانتخابات أظهرت ان حركة الاستقلال تملك حاصلا كاملا في دائرة الشمال الثالثة”.
وأشار معوض الى ان “الدولة مسؤولة أولًا عن إعادة اعمار بيروت لكن ثمة عدم ثقة بالدولة من المؤسسات الدولية، مؤسسة رينه معوض موجودة منذ اليوم الأول بعد الانفجار وبدأنا العمل على مستوى الاستجابة السريعة والمستوى الطبي والأهم خلقنا تحالفا مفتوحا مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات غير حكومية لإعادة التأهيل”.
وقال: “المعركة الآن يجب ان تكون خلق قوة كافية حتى “ما يروح البلد”، والبحث عن قواسم مشتركة بجرأة ومسؤولية لإسقاط الواقع الذي يأخذ البلد الى الخراب من قبل المنظومة التي تحكم”.
وعن العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، أوضح: “علاقتنا تاريخية مع الدولة الأميركية بغض النظر عن الإدارة وحولنا هذه العلاقة الى علاقة بنيوية إنمائية مؤسساتية مبنية على الشفافية والعمل الاحترافي لمؤسسة رينيه معوض ونفتخر اننا لم نؤسس بنية سلاح ودم بل بنية حياة ومستقبل للبنانيين”.
وقال معوض “لم أكن بحاجة لاحد لأصبح نائباً ولم يكن موقفي السياسي ملك “لبنان القوي” وكنت قد قررت أن أعطي فرصة للتسوية الرئاسية انطلاقًا من استقلالية موقفي وثوابتي الإصلاحية والإقرار باختلافاتنا، وكنت من النواب القلائل الذين تحدثوا باستمرار عن مسألة سلاح “حزب الله”.
وتابع “النقاش حول توزيع الخسائر الذي كان سائدًا قبل شهرين تغير الآن بشكل كبير لأن الخسائر زادت جدًا والاكتفاء بتوزيع الخسائر يؤدي الى هندسة مالية جديدة وإعطاء نفس قصير لنفس المنظومة. ولو لم تسرّع الثورة الانهيار كما يقول البعض لكنا وصلنا الى وضع أصعب، ونشكر الله ان الانهيار تسرّع وإلا لكنا تحولنا الى وضع مجاعة الآن”.