أكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل فى حوار لليوم السابع، أن لبنان رهينة بيد حزب الله سنوات طويلة والشعب اللبناني يدفع الثمن من أمنه واقتصاده واستقراره، ورأى ان ليس من مؤشرات واضحة تقود لفك الطوق من على رقاب شعب عانى ما يكفى وقدم ثمنا باهضا لهذا الوضع.
وعوّل الجميّل على حادث مرفأ بيروت كنقطة انطلاق للبنان الجديد، مشيرا لضرورة إجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة مستقلة كبداية لتصحيح المسار، مؤكدا أن الدعم العربي و الدولي إلى جانب التحرك الشعبي هو السبيل لإنقاذ البلاد من الانهيار، كما تطرق لملف انفجار مرفأ بيروت والمستقبل السياسي للبنان وغيرها من الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية وإلى نص الحوار:
وعن الحكم فى قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال: “نثق بالمحكمة الدولية، الحكم كان بحق من أثبتت له الأدلة القاطعة، والباقون لم تتوفر لهم الأدلة الكافية لكن هذا لا يعني أنهم غير متورطين، ولم يكن الحكم مفاجأة لأننا نعلم أن المحكمة لا تدين أشخاصا اعتباريين بل أشخاصا طبيعيين، وبالتالي الحكم أكد على مصداقية المحكمة .
وأضاف: “لا ننسى أنه تم العبث من قبل القائمين على الجريمة بمسرح الحادث لمحاولة إخفاء الأدلة وهذا صعب مهمة المحكمة، ولكن بالنهاية الحكم أثبت تورط عنصر ينتمي لحزب الله فى الجريمة، والفضل فى كشف شبكة اتصالات بين منفذي الجريمة يعود لوسام عيد الضابط بالأمن الداخلي في لبنان وتم اغتياله نتيجة هذا الكشف.”
وأشار الجميل الى ان مهمة الحكومة الجديدة فى المرتبة الأولى استعادة ثقة الشعب والمجتمع الدولى بلبنان، وإعادة إعمار بيروت وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة ليتمكن الشعب من محاسبة المسؤولين وإبراز وجوه وكفاءات جديدة تتولى زمام الأمور فى الفترة القادمة .
وعن امكانية تأييده حكومة يرأسها سعد الحريري، ردّ: “الحكومة القادمة يجب أن تكون مستقلة بالكامل عن كافة الأطراف السياسية فى البرلمان، لاستعادة ثقة الشعب حتى تكون منزهة عن الأداء الذي تسبب فى وصول البلاد إلى الأوضاع الحالية.”
اما عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق القانون الحالي، شدد الجميل على انه “ليس هناك أى قانون يمنع إرادة الشعب من تغيير المعادلة داخل البرلمان ، فإذا كانت هناك إرادة شعبية وإصرار الشعب على التغيير فسوف يحدث حتما.”
وأضاف: “نحن ندرك أن تغيير القانون يحتاج وقتا كبيرا ولكن لا يجب الارتكان لضرورة تغييره كذريعة للإطاحة بمبدأ الانتخابات، لا نريد أن يكون تغيير القانون ذريعة لتأجيلها أو عدم الالتزام بتوقيت إجرائها.”
وحول استقالة نواب الكتائب، علّق الجميل: “الكتل النيابية الكبيرة لم تستقل لأنها جزء من هذه المنظومة السياسية التي انتخبت الرئيس عون وشكلت الحكومات منذ 5سنوات وأقرت القانون الانتخابي الذى أتى بحزب الله على رأس السلطة ويؤمّنون لبعضهم النصاب وقت الضرورة.”
وتابع: “نحن الآن ننحاز للشعب وليس لهذه المنظومة وسنظل داعمين للشعب اللبناني ونقاوم إلى جانبه ولن نكون جزءا من التسويات التى دمرت لبنان، فنفضل أن نكون خارج سياق المنظومة السياسية للوقوف إلى جانب المواطن، لا بد من العودة للشعب ونعطيهم الفرصة للمحاسبة وهو من يتولى الاختيار ممثليه .”
ووصف الجميل التوقيفات والمساءلات المرتبطة بملف انفجار المرفأ بالـ”مضحكة” وبالأمر المدعي للسخرية، لأن مسؤولية هذا الحادث سياسية بالدرجة الأولى، والمتهم الحقيقي رأس الهرم الإداري والسياسي فى الدولة، فتخزين هذه الكمية من المواد الخطرة وتخزينها مدة 6 سنوات هو قرار سياسي، وبغطاء سياسي .
ورأى ان الدور العربي فى هذه الأزمات بغاية الأهمية فلبنان له أصدقاء تاريخيون، كما لفت الى ان فرنسا تقوم بدور الوساطة فهي على تواصل بجميع الفرقاء السياسيين.
وختم: “كل الدول تحاول إيجاد حلول وفرنسا تحاول ان تكون وسيطة وتقدم مبادرات وهذا محور النقاش الذى جرى، لكن نواجه عقبتين حزب الله والمنظومة السياسية المتواطئه مع الحزب.”