بعد الهجوم على البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من قبل صحيفة “الاخبار” واتهامه بالعمالة لمجرد انه طالب بالحياد، ردّ كل “تجمع موارنة من أجل لبنان” و”اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام” على “الاتهامات الرخيصة” بحق البطريرك.
وأعرب “تجمع موارنة من أجل لبنان” عن أسفه لبعض المواقف والمقالات والكتابات التي تتناول بكركي ودورها بكلام اقل ما يقال فيه إنه مرفوض من ألفه الى يائه.
ورأى التجمع “ان البطريركية المارونية التي كانت اساس تكوين لبنان، كانت منذ البطاركة الأوائل، ومع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بوصلة للبنان الحرية والسيادة والاستقلال، لبنان التنوع والتعددية والانفتاح، تضع الاصبع على الجرح بجرأة، لتصويب الأمور واعادتها الى السكة الصحيحة، من اجل الحفاط على الكيان والدولة والمؤسسات، ليبقى لبنان وطنا لجميع ابنائه، يستعيد ثقة اللبنانيين فيه، وثقة المجتمع الدولي بدوره وقدراته”.
وقال ان “اي لغة تخوينية للصرح البطريركي لن تثني الكنيسة المارونية عن القيام بدورها على اكمل وجه في الحفاظ على لبنان وديمومته وحضوره، وازدهاره وتخطيه للازمات التي يعيشها، واذا كان لبعض مطلقي الاتهامات مشكلة مع هذا اللبنان، فعليه اعادة حساباتهم، اما تطلع بكركي للكيان اللبناني المنغرس في التاريخ، والمستمر الى ابد الآبدين، فمسيرة حياة لن تتوقف”.
وختم التجمع: “نستذكر في هذه المناسبة ما قاله احد كبار كنيستنا: بكركي من عركة لعركة لنورها ولزيتها شح… كلن عم يحكوا تركي… وحدها بكركي بتحكي الصح”.
اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام
ومن جهتها، ردّت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام على الهجوم على الراعي قائلة: “لم نُفاجأ بالعناوين الحاقدة والجائرة التي صدرت بها اليوم صحيفة “الاخبار” التي قامت بالتطاول مرة جديدة على أبرز القامات الدينية والوطنية في لبنان التي أعطيت مجد لبنان والدفاع عنه منذ 1600 سنة مروراً بتأسيس الكيان وصولاً الى ايامنا الحاضرة”.
وتابعت “إن توجيه مثل هذه الاتهامات الرخيصة الى غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو إنعكاس لتوجّهات هذه الصحيفة التي بدأبها على هذا السلوك، تشوّه سمعة الصحافة في هذا البلد التي على مرّ التاريخ كانت ركيزة الحرية والدفاع عن السيادة والحرية والاستقلال، خلافاً لما هو عليه حال هذه الصحيفة التي تقود منذ فترة حملة سياسية مبرمجة مدفوعة من جهات معروفة لمحاولة النيل من المواقف الوطنية الجريئة التي أعلنها ويعلنها نيافة الكاردينال وفي طليعتها موضوع ” الحياد الناشط” وفكّ الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية”.
وأضافت “ان إتهام صاحب الغبطة بالتماهي مع العدو والدعاية الاسرائيلية ضد “المقاومة “، هو إتهام مرفوض ومردود لأصحابه، وبدلاً من توجيه الاتهامات جزافاً الى صاحب الغبطة الذي لا تشكيك بصحة معلوماته، ننصح الصحيفة بالتدقيق والاستقصاء عمّن يخزّن الاسلحة والمتفجّرات في الاحياء السكنية وبين المدنيين لأنه هو نفسه مَن يتماهى مع العدو، ويستخدم المدنيين الابرياء دروعاً بشرية في حروبه ويستدرج العدو لقصف هذه الاحياء وإيقاع الضحايا البريئة والدمار والخسائر الجسيمة، وفيما ننتظر نتائج التحقيق في كارثة الانفجار في مرفأ بيروت ، نستغرب هذا الهلع من التحقيق الدولي وكأن هناك اشياء يودّ البعض التعمية عليها في ظل شكوك بتلاعب في مسرح الجريمة تماماً كما حصل بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وقالت اللجنة: “إننا نضمّ صوتنا الى صوت غبطة البطريرك الراعي لدهم مخابىء الاسلحة والمتفجّرات غير الشرعية من قبل السلطات الامنية المختصة وعدم التغطية على أيٍ منها تحت أي ذريعة، لأن حياة الناس أهم من كل المعادلات التي لم تجلب الى الوطن سوى الخراب والازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بحيث أثبتت الدراسات وآخرها دراسة “الاسكوا” أن أكثر من 55 في المئة من الشعب اللبناني باتوا تحت خط الفقر، ويعيشون بأقل من 14 دولاراً في اليوم. وهذا يدفعنا الى التأكيد على أن العيش بسلام وبحياد إيجابي عن صراعات المحاور والموت هو أفضل بكثير من العيش بقلق وإضطراب دائم خدمة لمآرب حزب من هنا أو محور من هناك يأتمرون بأوامر من الخارج”.
وختمت بالقول: “إننا ننبّه القائمين على هذه الحملة بأن الكيل قد طفح وأن غضب اللبنانيين الشرفاء أقوى من أي تهديد وأي إستقواء بالسلاح. وإن الاقلام التي تطالعنا عبر هذه الصحيفة وغيرها من المواقع الاعلامية في اطار هذه الحملة هي الأقلام العميلة والمعروفة بإرتباطاتها السياسية المشبوهة وبولاءاتها لغير لبنان، وستتم ملاحقتها قانونياً. ولن ينجح هؤلاء الصغار في تشويه أو شيطنة تاريخ البطريركية المارونية الناصع كثلج صنين الابيض، ولن يفلحوا في إستبدال أرزتنا التي تتوسّط علمَنا اللبناني برموز من هنا أو هناك، والعجب كل العجب كيف يسكت بعض مَن في السلطة ويدّعي حماية حقوق المسيحيين عن هذا التهجّم الظالم وهذه الاتهامات الجائرة بحق صاحب الغبطة وهذه الاستباحة غير المقبولة لرمز من رموز الحرية والعيش المشترك في لبنان عشية إحياء مئوية لبنان الكبير، إلا اذا كانوا منشغلين حالياً بتوزّع الحصص والمغانم مما تبقّى من تركة الدولة، بدل التركيز على تطبيق الاصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي قبل ضياع الفرصة الاخيرة”.
الاتحاد الماروني العالمي
واستنكر رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري من واشنطن في بيان، “التهجم على مقام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي اثر موقفه الذي اعلنه في عظة قداس الاحد الفائت في الديمان”، معلنا انه “ممنوع التطاول على رأس الكنيسة المارونية”. وقال: “ان عظة البطريرك وضعت الأصبع على جرح الوطن وطالبت بأقل ما كان يجب أن يقوم به من يجلس على الكراسي منذ زمن طويل”.
وأعلن الخوري “أن واجب الدفاع عن رأس الكنيسة المارونية والذي أعطي له مجد لبنان، أصبح ضرورة لمنع المتشدقين والمتطاولين من الاعتقاد بأن الساحة متروكة لهم”، مؤكدا “أن سلاحهم لا يخيفنا ولا ادعاءاتهم وتهويلهم يرهبنا. فقد مرت علينا دول وشعوب، أمبراطوريات وممالك، جيوش وتنظيمات مسلحة، حاولت المساس بمقدساتنا فلم تفلح وقد ذهبت هي وبقينا نحن”.
ونبه الى ضرورة “التزام حدود اللياقة والأدب عند التعرض للمقامات”، لافتا الى وجوب “تدارك المآسي قبل وقوعها لأن أية خسارة لمواطنين لبنانيين هي خسارة للوطن كله، بنظر سيد بكركي”.
واعتبر البيان “ان الفلتان الأمني وهيمنة السلاح هما سبب كارثة المرفأ وهي ستتكرر في مناطق كثيرة من لبناننا العزيز في حال لم يبادر الجيش إلى تفتيش كافة المناطق والتخلص من كل مسببات قتل الأبرياء”، محملا “من في مركز القرار، المسؤولية عن حماية المواطنين ونحذرهم بأنهم سوف يحاكمون للتقصير مهما طال الزمن”، معلنا ان الاتحاد الماروني العالمي لن يكف عن متابعة الموضوع ولن يألو جهدا في العمل على تخليص اللبنانيين من الشر المحدق بهم”.