مشكلة محور الممانعة أنه لا يقرأ التاريخ جيداً. يظن بعض غلمان هذا المحور، وفي طليعتهم ابراهيم الأمين، أنه يمكن لتاريخ عمره 40 عاماً من الثورة الخمينية وتصدير التخريب إلى الدول العربية أن يتطاول على 1400 سنة من أساسات لبنان الهوية والكيان.
يظن أوباش محور الممانعة وصحيفتهم الصفراء المسمّاة “الأخبار” أنهم يستطيعون تجاوز كل الخطوط الحمر لقواعد العيش المشترك في لبنان، وذلك عبر التجاسر على توجيه اتهامات ساقطة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، كمثل اتهامه بـ”العمالة” لمجرّد طرحه الحياد!
طبعاً لا داعي للدفاع عن طرح سيد بكركي “الحياد” لأن فيه مصلحة لجميع اللبنانيين، لا الإيرانيين. ولكن المصلحة العامة باتت تقتضي أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة ليسمعها من يعنيهم الأمر من الأوباش:
ـ لا ليس البطريرك الماروني من يمكن نعته بالعمالة. سيد بكركي هو صخرة لبنان إيماناً وفكراً وروحاً وانتماءً وعنفواناً. الكنيسة المارونية حفرت في صخور لبنان وجباله ووديانه، ولم يتم تأسيسها بأموال الحرس الثوري الإيراني بالتآمر مع النظام الليبي لإخفاء إمام اللبنانيين موسى الصدر ولا بتصفيات ضباط الجيش اللبناني وقادة “جمّول” ولا بالإنقلاب على حركة “أمل” بما كانت تمثله يومذاك من إرث للإمام الصدر!
ـ العملاء هم عملاء إيران وأزلامها في لبنان ومن يتقاضون منها الأموال والسلاح والأوامر لينفذوا مصلحتها على حساب مصالح اللبنانيين ومصلحة لبنان العليا، وفي طليعة هؤلاء “حزب الله” بجميع مسؤوليه وأتباعه. العميل هو من يضرب مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين في الخليج العربي إرضاءً للحوثيين في اليمن، وعبر تنفيذ عمليات أمنية في قلب الدول العربية الصديقة!
بطريرك الاستقلال الثاني المثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير كان أعلن سابقاً أنه “في حال خُيّرنا بين الحرية والعيش المشترك فالتاريخ يشهد بأننا سنختار الحرية”. واليوم مع غبطة البطريرك الراعي نعلن أننا لن نقبل بعد اليوم أن يتطاول أحد على صخرة اللبنانيين، على رأس الكنيسة الماروني الذي لا يملك ميليشيا ولا صواريخ ولا جهازاً أمنياً ولا يتقن فن الاغتيالات، لكنه يملك مع أكثرية اللبنانيين الإيمان والإرادة لمواجهة جميع العملاء مهما تدججوا بالأسلحة الإيرانية.
نعم من “أعطي له مجد لبنان” سيستمر في رفع الصوت ضد الميليشيات الإيرانية، وضد “حزب الله” تحديداً، وضد السلاح غير الشرعي، وضد انتشار مخازن أسلحته ومتفجراته، ونحن إلى جانبه حتى إسقاط هذه المنظومة الإجرامية التي مارست الاغتيالات والتي تحوم حولها كل الشبهات في مجزرة تفجير مرفأ بيروت.
طفح الكيل وحذارِ التطاول على سيد بكركي بعد اليوم، فإما أن يرضخ الجميع لمنطق الاحترام المتبادل واحترام المقدسات والرموز والمواقع الدينية، وإما فلتسقط كل المحرمات إلى غير رجعة!