Site icon IMLebanon

لا إلغاء لزيارة ماكرون لبيروت حتى الآن

كتبت لينا الحصري زيلع  في “اللواء”:

مع اقتراب الموعد المحدد لزيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى لبنان مطلع أيلول المقبل للمشاركة في الاحتفال بمئوية لبنان الكبير، بدأ الحديث عن امكانية تأجيل هذه الزيارة التي يعول عليها قسم كبير من الشعب اللبناني، لما يمكن ان تعكسه من ايجابية على الاوضاع الداخلية، لا سيما بعد المواقف الذي اطلقها الرئيس الفرنسي من بيروت خلال زيارته الاخيرة اليها غداة انفجار المرفأ في الرابع من اب، والذي اكد خلالها على مجموعة ثوابت اساسية تعتمدها بلاده تجاه لبنان وشعبه، كذلك اطلاعه بشكل مباشر وعن كثب على حجم الاضرار الذي خلفها الانفجار، وعلى معاناة المواطنين جراء فساد الطبقة الحاكمة ورفضهم استمرار الاوضاع على ما هي عليه من خلال استماعه بشكل مباشر لشكواهم.

ولكن على الرغم من ان الرئيس حسان دياب قدم استقالة حكومته بعد ايام قليلة من زيارة ماكرون الى بيروت، فإن الأمور لا زالت على ما هي عليها، ولم يتم تسجيل اي خطوة ايجابية بإتجاه ايجاد الحلول، واللافت ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يقدم بعد على تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، مما يترك اكثر من علامة استفهام لدى اللبنانيين، حول السياسة التي يتبعها رئيس الجمهورية في كل تكليف حيث يعمد الى اجراء مشاورات التأليف قبل التكليف، ولكن في المرحلة الراهنة فإن الوقت اصبح يداهم البلد باجمعه بحيث لم يعد لدينا ترف اضاعة الوقت.

لذلك السؤال المطروح حاليا، هل يمكن تكليف رئيس جديد للحكومة قبل نهاية ايلول؟ وهل سيتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة التي يطمح اليها الشعب اللبناني في وقت سريع قبل زيارة الرئيس الفرنسي الى بيروت بداية الشهر المقبل؟ خصوصا وأن الرئيس الحريري أعلن امس موقفاً واضحاً وصريحاً بانه غير مرشح لتولي رئاسة الحكومة.

“اللواء” سألت مصادر متابعة في العاصمة الفرنسية باريس، عن موضوع زيارة الرئيس ماكرون الى لبنان وهل لا زالت على جدول مواعيده، فاجابت المصادر مستغربة ما يصدر في بيروت عن الغاء الرئيس ماكرون زيارته، واكدت المصادر ان «برنامج الزيارة الى بيروت لا يزال كما هو، ولم يطرأ اي تغيير عليه حسب دوائر الرئاسة الفرنسية»، ولكن المصادر تضيف ان «المنطق يقول انه في حال استمرت الطبقة الحاكمة بتصرفاتها، وعدم الاكتراث الى ما دعا اليه الرئيس الفرنسي، قد يصار الى تأجيل هذه الزيارة». واستغربت المصادر ما يصدر في بيروت من تحليلات عن تأجيل الزيارة او الغائها، كذلك عن تدخل الرئيس ماكرون باسم الرئيس المكلف، واسماء الوزراء، وشددت المصادر على ان «الانظار الفرنسية تتجه حاليا الى ما يمكن ان يقوم به المسؤولون اللبنانيون، خصوصا ان الرئيس الفرنسي كانت له مواقف واضحة مع كل من التقاهم واجتمع معهم في بيروت وهو قال كل ما يمكن قوله لهم، وحسهم للقيام بما هو  مطلوب منهم في اسرع وقت من اجل الاستفادة من الدعم والمساعدة الفرنسية، وهو ابدى انزعاجه لان فرنسا لم تلمس اي خطوات من الحكومات المتعاقبة باتجاه الاصلاحات، واعلن ان ليس بمقدوره الاستمرار بتنظيم مؤتمرات خاصة بلبنان دون اي نتائج، لا سيما ان لديه اولويات داخلية في بلاده ومطالب من قبل شعبه عليه الاهتمام بها».

 

واكدت المصادر الى انه «غير صحيح ان الرئيس الفرنسي يهمه اسم محدد ليكون رئيسا للحكومة، ولكن ما يهمه هو ان تقدم الحكومة المقبلة على تقديم المبادرات لانقاذ البلد، وان تكون لدى لبنان حكومة انقاذية فعلية»، كذلك نفت المصادر ان «يكون الرئيس الفرنسي طالب بان يكون لدى لبنان حكومة وحدة وطنية»، واكدت المصادر على ان «فرنسا لا زالت ملتزمة بتقديم المساعدات الى لبنان وبنتائج مؤتمر «سيدر»، شرط اهتمام الطبقة السياسية اللبنانية بما هو مطلوب منها، خصوصا انه كان وما زال لدى لبنان فرصة هامة للاستفادة منها، ولكنه لم يتم بذل اي مجهود لاستغلالها».

وختمت المصادر املة ان يصار الى تحديد موعد الاستشارات النيابية في اسرع وقت، لأن اي تأخير ليس لمصلحة لبنان.