بحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ تقييماً اجرته الجهات المعنية بحركة المشاورات على الخط الحكومي في الساعات الماضية، والوساطات التي تولاها اللواء عباس ابراهيم، وخلص الى الآتي:
– انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، بطّأ من حركة اتصالاته، ويمكن القول انّها جامدة مؤقتاً من دون ان يقطعها نهائياً، وذلك بعدما اصطدم بالشروط التعجيزية المتبادلة، وبعدم موافقة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة.
– انّ الطرح البديل الذي قيل انّه جاء من قِبل باسيل، بالموافقة على السير بشخصية يسمّيها الحريري لرئاسة الحكومة، لا يلقى قبولاً، حتى من حلفائه، ذلك انّ الاولوية هي لعودة الحريري شخصياً، فضلاً عن انّ هذا الطرح لا معنى له، كون الحريري اعلن مسبقاً انّه لن يسمّي احداً ولن يغطي احداً لرئاسة الحكومة.
– انّ المصرّين على ابعاد الحريري، وتسمية شخصية بديلة منه، لا وزن لها داخل الطائفة السنّية، سمعوا كلاماً صريحاً من جهات سياسية و”وسطاء”، مفاده انّ الاصرار على هذا الامر معناه استفزاز السنّة ومعاداتهم، ما قد يدفعهم الى التكتل ضدّ العهد الى حدّ المقاطعة الكاملة، فهل هذا هو المطلوب؟ فالسنّة في اكثريتهم الساحقة يريدون شخصية قوية في الطائفة، وهم يعتبرون انّ هذه الصفة تنطبق على الحريري، فكيف يمكن ان يُواجهوا بغيره، والموقف الحاسم من ترشيح الحريري مطلوب من رئيس الجمهورية شخصياً وليس من احد غيره.
– انّ اشارة “التيار الوطني الحر” الى عدم انتاجية الحريري، والشروط التي يطرحها رئيس التيار حول “اننا نريد حكومة منتجة برئيسها ووزرائها”، لا تنطبق على الحريري وحده، بل تنطبق على التيار ايضاً. فالكل كانوا شركاء بعدم الانتاجية، سواء في حكومة الحريري، او في حكومة حسان دياب التي يشارك فيها التيار بمجموعة وزراء، وقد كان لباسيل نفسه اعتراف صريح في حوار بعبدا في حزيران الماضي، حينما قال انّ انتاجيتها قد انخفضت بشكل ملحوظ. فهل كان الحريري هو السبب في انخفاض هذه الانتاجية؟ فضلاً عن انّ باسيل نفسه تحدث صراحة في احد اجتماعات “تكتل لبنان القوي” عن انّ اداء بعض وزراء التيار مخيّب للآمال. ولوّح بأنّ التيار قد يضطر لاجراء تعديل وزاري لتغييرهم؟
– انّ الشروط التي يطرحها الحريري حول إبعاد باسيل عن الحكومة، وحول اطلاق يده في الحكومة التي سيشكّلها إن تمّ تكليفه، من الصعب ان تجد قبولاً لدى سائر الاطراف، وتحديداً من المتمسكين بترشيحه لرئاسة الحكومة. فهذه الشروط تتجاوز الطائف، وكما انّه لا يقبل بوضع “فيتو” عليه، فالآخرون لا يقبلون ايضاً بوضع “فيتو” عليهم. وثمة نصيحة أُسديت في هذا السياق، هناك غيوم داكنة في العلاقة بين الحريري وباسيل حالياً، وفي السياسة هذه الغيوم ليست ثابتة، فقد تنقشع في لحظة ما، وعليه هما محكومان بالتعايش مع بعضهما البعض ولو بالإكراه، وبالتعاون مع بعضهما البعض إن عاجلاً ام آجلاً.
– انّ النصيحة الاساس التي أُسديت لطرفي الشروط المتبادلة تتلخص بالآتي: “يجب ان تعترفوا بأنّ اي طرف لا يستطيع ان يلغي الطرف الآخر او يحجمه، او يقلّل من قدره، او يتجاوز حجم تمثيله. ومن هنا لا بدّ من التعاطي بموضوعية وواقعية مع هذه الحقيقة التي لا يستطيع ان يتجاوزها احد مهما كانت شروطه عالية”.