اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله أن “لبنان في قمة أزماته ولدينا الثقة بأن الفرنسيين صادقون بمسعاهم ومساعدة لبنان للخروج من هذه الازمات لكن الاميركيين لدينا شك بنواياهم، لأن سياستهم في الشرق الاوسط تنطلق من مصلحة اسرائيل، وهذا يتناقض مع المصلحة اللبنانية الكاملة”، وقال: “على اللبنانيين ان يكونوا على مستوى المسؤولية للاستفادة من ايجابيات المسعى الفرنسي الذي نعرف انه لا يتخطى الخطوط الحمر الاميركية، لكنه من الممكن ان يساعد على تهذيب الموقف الغربي عامة من الموقف اللبناني اذا ما كانت النوايا اللبنانية صافية”.
وأضاف، في دردشة مع إعلاميي البقاع الغربي وراشيا: “نحن ذاهبون الى استشارت نيابية ستفضي الى تسمية رئيس لحكومة جديدة، والاستشارات النيابية قائمة ولا نرى ان هناك سببا لتأجيلها، وما نرجوه الا تكون الاستشارات للمجاملة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القادم الى لبنان، ولا بأس في المجاملة اذا كانت مقرونة بمسعى جدي لولادة الحكومة، فالاخطار الداهمة على لبنان كبيرة جدا وتحتم تشكيل حكومة، والذي اضيفت إليها صرخة البنك المركزي الذي يؤكد خلو جعبته من المال الكافي لدعم السلع الاساسية التي سيؤدي رفعها الى انفجار اجتماعي ومالي ونقدي لا يقل خطورة عن انفجار مرفأ بيروت وانعكاساته وارتداداته على الوضع اللبناني بالكامل. فاللبنانيون اصبحت نسبة 55 في المئة منهم تحت خط الفقر وفق الدراسات. ومن شأن ما نحن فيه اليوم رفع النسبة الى ما لا يطاق ولا يحتمل، ما يمكن ان يؤدي الى فلتان الشارع بطريقة يصعب ضبطها”.
ولفت “الى انه من الضروري تشكيل حكومة جامعة تتمثل فيها اوسع الشرائح السياسية اللبنانية وبالتعاون مع المجلس النيابي وتفعيل جميع المؤسسات الدستورية، لتكون ماكينة عمل لمعالجة الازمات الاقتصادية، فالوقت ليس في مصلحتنا. ونحن في حركة امل وكتلة التنمية والتحرير نتعاطى بجدية مع تشكيل الحكومة التي نأمل أن يكون سريعا، ونحن متعاونون”.
وعن تسمية الرئيس المكلف، رأى نصرالله أن “دور الحكومة سياسي وادارة شؤون البلاد، لكن ليس ما يمنع ان يكون اعضاء الحكومة يملكون الخبرة في مجالات معينة، ويمكن الجمع بين الامرين، اذ لا مشكلة في ان تكون الحكومة “تكنو ـ سياسية”، جازمًا أن “كتلة التنمية والتحرير لم تتخذ قرارها بعد”، ومؤكدًا أننا “في حركة امل نميل الى تولي الحريري رئاسة الحكومة لكن الامر مرهون برغبة الحريري والظروف المحيطة. وإن لقاء بري والحريري ممكن كلما كانت هناك مصلحة بذلك”.
ونفى نصرالله “ان يكون هناك اصرار دولي لاستبعاد “حزب الله” من التمثيل في الحكومة، بدليل لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مرتين مع وفد “حزب الله” واعطائه خصوصية وتمييز لهذا اللقاء. واكد ماكرون ان “حزب الل”ه هو حزب سياسي ومنتخب من الشعب ولم يضع “الفيتو” للقائه، ولقاء ماكرون مع وفد “حزب الله” هو رسالة بحد ذاتها للمجتمع الدولي حيث لا فيتو على “حزب الله”.
وأدان “الفلتان الامني المتنقل من كفتون الى خلدة وصولا الى راشيا”، متمنيا “ألا يكون هناك من رابط بين الحوادث الامنية الثلاثة، ومشيرا الى وجود قاسم مشترك لاثارة الفتن في البلاد ومحاولة جر الشارع الى فتنة. وقال “نثني على أداء الجيش اللبناني الذي نحييه قيادة وضباطا ورتباء وجنودا، حيث يلعب دوره في حماية لبنان والحفاظ على السلم الاهلي الذي من شانه اذا ما انفلت ان يشكل خطرا على الكيان برمته، فالجيش اللبناني يقدم التضحيات كل مرة، وما حادثة راشيا والاعتداء على احدى دوريات الجيش اللبناني الا دليلا ونحن نستنكره اشد الاستنكار، فالاعتداء على الجيش في راشيا هو بمثابة اعتداء على لبنان، ونحن نقف الى جانبه مع القوى الامنية الاخرى ونقول لهم امضوا قدما بما انتم ماضون فيه والله معكم”.
وختم: “لا شك ان هناك نوايا خبيثة للذين يعملون على تفجير الازمات، وما حصل في كفتون هو عمل مشبوه ومدان، والمطلوب ان تكون الاجهزة الامنية والقضائية على جهوزية. اما ما حصل في خلدة فهو امر خطير حيث ذهبت الامور باتجاهات خاطئة وفيها الكثير من الفبركات، لكن السلاح المتفلت في لبنان من شأنه ان يهدر كرامات الدولة ومؤسساتها ويسقط فيها ضحايا. وتلك الحوادث تشكل توتيرا للوضع الداخلي اللبناني، وخلق فتن وجرها لفتن تحت عناوين مختلفة، والمطلوب من السياسيين ان ينظروا في مثل هذه الحوادث كمصدر خطر والاستعجال في المعالجات السياسية”.