كتبت إيناس شري في صحيفة “الشرق الأوسط”:
كما كثير من القطاعات؛ تأثر قطاع التعليم بالانفجار الذي هز مرفأ بيروت بداية الشهر الحالي؛ إذ تسبب بأضرار تفاوتت بين البسيط والكبير لعدد من المدارس الحكومية والخاصة. وما زاد الوضع سوءاً تزامن الانفجار مع نهاية الإجازة الصيفية وقرب بدء العام الدراسي.
وفي هذا الإطار، أكّدت رئيسة قسم الهندسة في وزارة التربية مايا سماحة أنّ «عدد المدارس التي تضررت جراء الانفجار وصل إلى 159 مدرسة؛ منها 92 حكومية، و67 تابعة للقطاع الخاص، تضمّ جميعها نحو 190 ألف طالب»، موضحة في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ 30 من هذه المدارس «متضررة بشكل كبير جداً، لا سيما في منطقة الأشرفية والمناطق المقابلة للمرفأ مكان الانفجار».
وفي حين أشارت سماحة إلى أنّ المسح الذي أجرته وزارة التربية للمدارس المتضررة أكّد عدم وجود أي مدرسة مدمرة بشكل كامل أو مدرسة لا يمكن إصلاحها إلا من خلال الهدم وإعادة البناء، أوضحت أنّ عملية الترميم انطلقت في المدارس التي كانت أضرارها مقتصرة على النوافذ والأبواب وأمور بسيطة وإصلاحها قد يحتاج إلى ما بين أسبوعين وشهر.
أمّا المدارس التي كان الضرر فيها كبيراً والتي تهدمت بعض أقسامها، فقد يحتاج إصلاحها، بحسب سماحة، إلى فترة تتراوح بين 3 و5 أشهر، أي إنه من المستحيل أن يعود طلاب هذه المدارس إليها مع بداية العام الدراسي المقبل.
وكان وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أعلن في وقت سابق، أن العام الدراسي سيبدأ في 28 أيلول مع إمكانية أن يكون عن بُعد أو مدمجاً، وذلك حسب تقييم الوضع الصحي فيما يتعلق بانتشار وباء «كورونا».
عدم جهوزية المدارس المتضررة مع بداية العام الدراسي، لا يعني أبداً تخلّف أو تأخر طلاب هذه المدارس عن بدء الدراسة؛ إذ تؤكد سماحة أنّه «سيُصار إلى أخذ أكثر من خيار؛ منها مثلاً الاستعانة بالجزء المرمم من هذه المدارس، أو وضع عدد من الطلاب في مدارس قريبة من هذه المدارس»، مع الإشارة إلى أنّه في حال اعتماد النظام المدمج تصبح الأمور أسهل لناحية إيجاد أماكن لهؤلاء الطلاب.
أما فيما خصّ تكلفة ترميم هذه المدارس؛ فتُقدّر بنحو 24 مليون دولار، ومؤخراً بدأت تتوافر هذه الأموال، لا سيّما أنّ عدداً كبيراً من الجهات الدولية أعلنت رغبتها في المساعدة؛ ومنها «منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)»، و«منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)».
– جولة أزولاي
وكانت المديرة العامة لمنظمة الـ«يونيسكو» أودري أزولاي أعلنت بعد جولة على عدد من المدارس المتضررة في بيروت، الاسبوع المنصرم، أنّ الـ«يونيسكو» ستعمل بالتعاون مع الجهات المحلية على وضع خطة وتأمين التمويل لإعادة بناء المدارس المتضررة جراء الانفجار، وستدعم القطاع التعليمي عموماً.
يذكر أنّ عوائق كثيرة تواجه انطلاق العام الدراسي في لبنان، فبالإضافة إلى تضرر المدارس، هناك الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي قد تدفع بكثير من أولياء الأمور إلى نقل أولادهم إلى المدارس الحكومية التي هي أصلاً اقتربت من طاقتها الاستيعابية القصوى، هذا طبعاً بالإضافة إلى الأزمة الصحية المتمثلة في وباء «كورونا» الذي وصل إلى مرحلة التفشي التام خلال الشهر الحالي؛ الأمر الذي يجعل سير العام الدراسي بطريقة عادية شبه مستحيل.